مؤيد خليل العطار.. تجربة غنية في القصيدة الشعبية الحديثة
كاظـم بهـيّـة
ان بروز الحداثة في ادبنا الشعبي دليل نمو الوعي الثقافي ، لدى ابناء شعبنا في مرحلة الستينات والسبعينات، فهو مؤشر بارز على أهمية هذا الادب كسلاح فعال في النضال الجماهيري من اجل الغد المشرق الوضاء ، فعمت الحداثة ليس بين أبناء شعراء بغداد العاصمة ولكنها عمت كل المدن رغم وجود اعلام هذا الأدب والذين مارسوا كل فنونه الشعرية المعروفة ب( المدرسة الكلاسيكية ) في مدينة الكوفة منبر الشعر الشعبي في مدن الفرات ولكونها مزدوجة بشعرائها آنذاك وليومنا هذا ظهرت الحداثة بين بعض من شعرائها ، والشاعر مؤيد خليل العطار واحدا من اولئك الشعراء فيعد شاعرا و فارسا للقصيدة الشعبية الحديثة في مدينته ، بدأ مشواره الشعري في بداية سبعينات القرن الماضي ونشرت له العديد من المجلات والصحف التي تعنى بالأدب الشعبي ، له اربعة دواوين مطبوعة الأول بعنوان (جرح وملح ) والثاني (منبر وراية وعلي )والثالث (خيط البريسم )والرابع (حايط ام رزاق ) ،نحاول اليوم ان نلقي الضوء لكي يتعرف محبي ومتذوقي أدبنا الشعبي على تجربته الشعرية والغنية بإنتاجه الشعري الجميل، الذي جعل له مكانه مرموقة بين الأصوات الشعرية التي برزت في تلك الفترة من بين شعراء مدينته ومازال مستمرا بنشاطه الشعري ،اذ ان لمساته الجميلة في القصيدة الحديثة بين ابناء جيله موجودة لمالها من اصالة وعمق :
ولله عذبني هواك..
وشفتك بشوف الكلب تكطر محنه ..
وانت مايوم بطرف عينك شفتني
وجرعت مرين طبعك سكته ..
وبدولاب ظيمك مرجحتني
كلها واقبل ..وارضه بهمومك اعيش ..
كلها واقبل.. وارضه بهمومك اموت ..
وارضه تكتبني قصيدة ..
مشكبنه بشوغة وكتها ..
وكلشي لعيونك يهون
وشدني اخر خرز..
مرجحني بسبحتك ..
ارضه بيها شما اكون
تتميز قصائد (مؤيد ) بدقة توازنها الفني وموضوعاتها القيمة ،إضافة لرهافة حسه وتدفق حبه وعشقه الأزلي لحبيبه الغائب والذي يعبر فيها بهذه المناجاة :
اشبعد مني
وعكبك اهمومي اكبرن ..
واتورشعني
وجنت ألويهن لوي ..
امشابج جفوف ومالوني
وهسه تيهني القطار ..
وصارت السجة بعيدة ..
وبعد مابيها بصيص ..
امن التمني
اخ يلطيبك كتلني
يالجنت محمل همومي ..
وغير صبرك ماحملها ..
وماحملني
يكتب بلغة مبسطة تستطيع ان تحاكي جميع الناس على اختلاف أذواقهم وثقافتهم وطبقاتهم وتعكس فلسفته في علاقته من إنسان تنكر لحب ووفاء ذلك الشاعر الإنسان الوفي لناسه في أعماله يطرح الشاعر مشكلات إنسانية عديدة وهو يتناولها بحضور وجداني واضح :
طشني .. طشني
يلي حته المستحه..
بحجيك تعثر
طشني ترس الدنيه واكثر
طشني .. طشني
العمر كاضي .. وانت تدري ..
شما يطول العمر يكصر
العمر مثل الروج لوطال ايتكسر
العمر سجة مشي تصير جبيره ..
من تمشيها تزغر
فطوبى للشاعر مؤيد العطار ..ونتمنى له الموفقية والعطاء المستمر، لرفد مسيرة أدبنا الشعبي العراقي بالقصيدة الحديثة .