الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإحترافية في إدارة  شركة الطيران

بواسطة azzaman

الإحترافية في إدارة  شركة الطيران

فارس الجواري

 

يعتبر مجلس الأدارة في اي شركة نقل جوي هو الأساس لنجاح مسيرة عملها شرط ان يكون في هذا المجلس  احترافي متخصص بسياسات النقل الجوي كونه هو العضو الرئيسي الذي يرسم السياسات والخطط الاستراتيجية التي تؤمن ديمومة عمل الشركة وتطويرها عبر مراحل زمنية محسوبه ضمن الخطة وبالتنسيق مع رئيس المجلس الذي يكون في العادة هو المدير  التنفيذي للشركة والذي يعمل باستقلالية وغير منساق الا لتطبيق مقررات المجلس بشكل صحيح على ارض الواقع ليضمن استمرارية ونجاح العمل التشغيلي لها اي الشركة اكيد الاستقلالية أقصد بها تلك الفسحة من الحرية عن الارتباط الحكومي وتحديدا بيروقراطية الاجراءات وايضا تكليف أناس غير متخصصين في الطيران في مواقع اتخاذ القرار والاسوء هو أن يمثل جهة متنفذة تعمل في إدارة الدولة التي تمتلك مصالح هذه الشركة حينها ستصبح الأوضاع أكثر سوءا بل قد تصل الأمور إلى نهاياتها في استمرارية عمل الشركة وهناك الكثير من التجارب المحلية والاقليمية وحتى العالمية تثبت صحة تلك الحالات الشاذة ولعل ماحصل اقليميا للخطوط الجوية التركية من تطورات وضعتها في مصاف كبريات شركات الطيران في العالم بعد أن كانت تدار بالمحسوبية الحكومية في بدايات نشأتها وصل الحال بها ان تعلن عن افلاسها لكن تغيير الأشخاص وسياسات العمل جعلها اليوم من كبريات شركات الطيران في العالم باسطول يصل إلى أكثر من 300 طائرة تجوب سماء العالم وبهدف مستقبلي الوصول إلى عدد 800 طائرة خلال السنوات القليلة القادمة مما جعلها  داعم اساسي  لاقتصاديات حكومتها مع تقديم مئات فرص العمل لشباب تلك الدولة لا بل نجحت هذه السياسة في التشغيل ان تعمل على  تطوير منافذ كسب الارباح لتمويل ذاتها دون الرجوع إلى ميزانية الدولة من خلال تطبيق نظرية  “ تعظيم الموارد بتقليل النفقات” وفي إطار نفس السياسة تسعى  هذه الشركة في المرحلة القادمة على أن تستثمر تلك الأموال في إنتاج قطع الغيار وتصنيع مكونات الطائرات بما في ذلك المقاعد وأجزاء المحرك لتحفيز صناعة الطيران المحلية بالمشاركة مع شركة بوينغ العالمية لصناعة الطائرات والتي من المحتمل أن تشمل ايضا  الإنتاج المحلي لمكونات الطائرات بل تتطلع للبدء بتسويق منتجاتها  لشركات طيران أخرى حول العالم كم أتمنى ونحن على ابواب تشكيل حكومي مرتقب  أن تضع هذه الحكومة ضمن أولويات عملها التغيير الشامل لواقع قطاع الطيران العراقي بشقيه التشريعي والخدمي بجدية أكبر وفق خطط يضعها مختصون تعمل على تطبيق حقيقي وفعلي لناقلنا الوطني شركة الخطوط الجوية العراقية في اجتيازه أصعب مرحلة مرت بها هذه الشركة منذ تأسيسها قبل أكثر من 70 عام فقط من خلال تلبية المتطلبات المفروضة عليها من قبل سلطة الطيران المدني العراقي في منحها شهادة المشغل الجوي  AOC  وهي جزء اساسي من تلك المتطلبات التي بها نحصل على شهادات تدقيق دولية بدأت تتداول على مسامع المتابعين لعل أبرزها شهادة IOSA من الاياتا أو شهادة TCO من الاياسا الخاصة برفع الحظر الأوربي المفروض على الخطوط الجوية العراقية المستمر منذ 10 سنوات كي نعمل على  عودة الشركة إلى ريادتها السابقة ، وفي خطوة مكملة لتطوير قطاع الطيران المدني العراقي يجب صاحب القرار المسؤول عن القطاع ان يضع رؤى استثمارية تهدف  قدرات الانسان العراقي كي يرفد هذا القطاع بالكفاءات المحلية لجعلها  مقوم اقتصادي داعم لخطط الحكومة في إدارتها للدولة  لان تطوير الطاقـــات البشـــرية سيجعلها قـــادرة على مواكبـة التقــدم التكنولوجــي الســريع الــذي يعرفــه مجـال الطيـران المدنـي للوصول الى مستويات تليق بالعراق سواء في المرحلة الحالية أو المستقبلية.

 


مشاهدات 120
الكاتب فارس الجواري
أضيف 2025/06/14 - 1:15 AM
آخر تحديث 2025/06/15 - 2:37 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 76 الشهر 9517 الكلي 11144171
الوقت الآن
الأحد 2025/6/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير