الحكمة ضالة المؤمن
حسين الصدر
-1-
في كتب الأدب كلمات حكيمة ومواعظ نفيسة وإن لم تذكر أسماء أولئك الحكماء.
-2-
ومنها قول أحد الحكماء:
(العلمُ والأدب كنزان لا ينفدان،
وسراجان لا ينطفئان،
وحُلتان لا يبليان،
مَنْ نالهما أصاب الرشاد، وعرف طريق المعاد، وعاش سعيداً بين العباد).
-3-
وقال الشاعر:
لكل شيءٍ زينة في الورى
وزينةُ المرءِ تمامُ الأَدبْ
قَدْ يشرف المرء بآدابه
فينا وإن كانَ وضيع النَسَبْ
وهذا ما صنعه ابن عباس مع (أبي العالية) فقد دخل عليه فأقعده معه على السرير وأقعد رجالاً من قريش تحته، فرأى سوء نظرهم إليه، وقد تجهمت وجوهُهُم فقال:
ما لكم تنظرون إليّ نظر الشحيح إلى الغريم المفلس.
هكذا الأدب يشرف الصغير على الكبير، ويقعد العبد على الأسرة.
-4-
وأوصى أحد الحكماء بنيه قائلاً:
(الأدب أكرم الجواهر طبيعةً وأنفسها قيمة).
-5-
وقال آخر:
العاقل لا يستغني -وإنْ صحت غريزته- عن الأدب المخرج زهرته، كما لا تستغني الأرض -وإن عذبت تربتُها- عن الماء المخرج ثمرتها.
-6-
ولا نذيع سراً إذا قلنا:
بإنّ كثيراً من شبابنا -وللأسف الشديد- أبعدوا أنفسهم عن رحاب الأدب وانشغلوا بوسائل التواصل الاجتماعي فغبنوا أنفسهم، وضيعوا الفرص، وحرموا أنفسهم من ثماره فباؤا بالخسران.