نيجيرفان البارزاني .. الدبلوماسية المنتجة
كيفي عبد الـله
يقول ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني اثناء الحرب العالمية الثانية(الفرق بين الرجل السياسي و رجل الدولة هو ان الاول يفكر في الانتخابات المقبلة، والثاني يفكر في الاجيال القادمة)، وهو ما دفعنا للحديث عن رجل الدولة نيجيرفان بارزاني وذلك بمناسبة مرور 5 اعوام على توليه منصب رئيس اقليم كردستان العراق، والذي ترأس حكومة الاقليم لسنوات عديدة ، واتيحت له الفرصة أن يترجم رؤيته و خطته على أرض الواقع.
ان من ابرز ملامح الحكم والادارة في إقليم كردستان العراق في السنوات السابقة هو السلام الذي عم في ربوعه، وهذا السلام لم يأت إلا من خلال عقلية منفتحة قادت منظومة واعية وادركت حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وهي المنظومة التي أسسها وقادها الرئيس نيجيرفان بارزاني على مدار سنوات حكمه، فعندما يوصف برجل السلام فهو ينطبق عليه بكل ما تحمله الكلمة من معان، فقد أولى محيطه الداخلي الحصة الأكبر فی تكریس السلام ونجح في أعادة ترتيب البيت الكردستاني، وقرب وجهات النظر بين المختلفين ، وساهم في ارتقاء المجتمع إلى مراتب عُليا في سلم المدنية والديمقراطية والتعايش السلمي ،من خلال توفير الخدمات الأساسية والحريات التي كان من الصعوبة توفيرها في ظل المراحل والظروف المعقدة والصعبة التي مر بها الاقليم والعراق و والمنطقة بشكل عام في السنوات السابقة ..
زيارات متكررة
لم يتوقف البارزاني في دائرة الإقليم ومحيطه ، فحسب، بل سعى جاهداً للتواصل الإيجابي مع بغداد رغم كل الخلافات ، وذلك من خلال زياراته المتكررة التي تمت احيانا في اوقات عصيبة ، وذلك لإيمانه العميق بعالمية السلام واهمية العلاقة مع العراق قبل أي جهةآخری ، حيث العمق الاستراتيجي لاقليم كردستان كما صرح هو بذلك مرارا ، والعمل في سياسة تضمن السلام للجميع في اطار عراق قوي ينعكس ايجابا علی الاقليم ، و اقليم آمن مستقر يقوي العراق ، ايمانا بآن قوة العراق من قوة الاقليم و قوة الاقليم من قوة العراق ..
وهو ما شهدته اروقة ولقاءات و المباحثات التي اجراها الرئيس نيجيرفان بارزاني مع القادة والمسؤولين وممثلي مختلف دول العالم من خلال السنوات الخمس من رئاسته للاقليم ، حيث كثفت جهودها باتجاه هدف واحد يضمن مصلحة العراق ويبعده عن الصراعات الدائرة في المنطقة وتحث الشركات العالمية للاستثمار في مختلف المجالات و خاصة في قطاع الطاقة، مع ضمان بقاء الدعم الدولي للعراق وكان هذا من بين اولويات جهودها الدبلوماسية من خلال جولاته الخارجية ..
هذه هي الرؤية الحقيقية للرئيس نيجيرفان البارزاني لارساء الاستقرار و السلام في عموم العراق وهو ما فعله في اقليم كردستان .
إن هذه الرؤية الاستراتيجية لضمان استقرار العراق التي تبناها البارزاني ينبع من ضرورة الاستقرار السياسي في المنطقة، لأن التقدم لن يبدأ إلا من خلال الاستقرارواستباب الامن ، وهذا ما حاول ان يرسخه في العراق القوي المتماسك الذي يسند الإقليم ويدعمه بلا ريب.
وقد واكب البارزاني السير القويم بخطى راسخة حتى باتت شخصيته مقبولة جداً في الأوساط العراقية والاقليمية و الدولية . فالمثقفون يحترمون شخصيته ويحبونها لقربها منهم، والعامة تحبها لأنها تمنحهم الطمأنينة والأمان ويدعو الى السلام ، والطبقة السياسية بكل اتجاهاتها المختلفة تری فيه صمام الامان، وهذا مؤشر مهم جداً دفع جهات رسمية و شعبية عدة إلى توجيه دعوات متكررة له في مناسبات مختلفة، من أجل ترشيحه لمنصب رئيس جمهورية العراق. فالعراق بحاجة ماسة لشخصية كاريزمية مثله ، كي يعيد له التوازن والمكانة والاستقرار في منطقة مشتعلة ، وهذه المقومات التي يمتلكها بارزاني كفيلة بقيادة العراق الى بر الامان ، وعلى رأس هذه المقومات علاقاته الوطيدة مع دول المنطقــــــــــة ، والدول العربية والقوى العظمى، ولم تأت هذه المنجزات من فراغ ، بل هي مســــــــتندة إلى قاعدة راسخة الجذور من خلال التجربة الطويلة لحكم الرشيد .