رزاق حسن .. خاطرة
شامل عبد القادر
عرفت الكاتب والصحفي الكبير رزاق حسن منذ سنوات وبرغم مشاغل الحياة وضياع عشرسنوات من عمري في الحرب العراقية الإيرانية كجندي احتياط اذ تم تسريحي بعد سنة من نهاية تلك الحرب باستثناء سنة استراحة واحدة شملوني خلالها بقاطع للجيش الشعبي مرغما اختك لابطل في اهوار العمارة .. اقول تلك السنوات العجاف كنت التقي رزاق الإنسان الودود الطيب في مقهى حسن عجمي أو في نادي الاعلام وكنا نتبادل الحوارات عن الصحافة والحرب والمستقبل ..
عرفت رزاق منذ عام 1971 عندما كنت اكتب وانشر في مجلة الغد للكاتب المعروف عزيز السيد جاسم كما تعرفت إلى كتابات رزاق المهنية الراقية وهو يؤرخ للنقابات العمالية والطبقة العمالية العراقية ..كان شغوفا بالادب والتاريخ ..
كان هادئا متواضعا صادقا صدوقا.. ذات ظهيرة أخيرة التقيته فوق جسر الشهداء .. كان منهكا سألني عن أحوالي فاطمان إلى اجوبتي المقتضبة.. و و اصلنا عبور جسر الشهداء وهو يروي لي قصة أطراف من نهايات الصحافة في العراق والجمود الذي اغرق الجميع في دوامة من الانتظار المجهول ..
مات رزاق وخسرنا انسانا شجاعا امتلك القلم السيال الحر ..مات رزاق الذي أفنى حياته من أجل الكلمة ..
مات صديقي الذي عشق رياضة المشي على جسر الشهداء ..وعشق البحث والاستقصاء لالتقاط الحقيقة ..
كلام كثير عن رزاق الإنسان والأديب والصحفي ..رحمه الله واسكنه جناته ..