مدارس العرب الكروية
حسين الذكر
اثناء ازمة برشلونة ايام تشافي وكحال العقلية الاحترافية التي لا تبقى مكتوفة او تنتظر حلول تنزل سماويا ( بزنبيل ) ومع الحالة الاقتصادية السائدة التي لا تسمح بعقد صفقات كبيرة لجا تشافي الى مدرسة لاماسيا وقد فاجئنا بانتقائه ( يامين لامال ) اللاعب الاسباني ذو الاصول المغربية ليتدرب مع لاعبي الخط الاول وهو بعمر خمسة عشر سنة بقرار ورؤية تشرح وتوضح العقلية الاحترافية الغربية .. بعد ايام اصبح ( يامال ) شغل شاغل غطى على عودة مسي .. وقد سؤلت اكثر من مرة بقنوات متعددة عن يامين يامال هل سيلعب للمغرب ؟ .. فاجبت قاطعاً : ( ان مسالة لعبه للمغرب او لاسبانيا لا تخصه كلاعب واسرة .. فتلك ملف احترافي بحت بل سلاح ناعم يخص اهل الشان بشكل قاطع ولغايات واهداف محددة ) .
في افريقيا قبل عقود انتشرت لعبة كرة القدم ولان المنطقة مستعمرة بشكل تام من جميع جهتها فقد ساد الفقر وعم شعوب القارة التي تعد منجما للذهب والمواد الاولية والطاقات العضلية والعقلية التي تعد ملكية حيازتها وادارتها حق حصري للمستعمرين .. وبما ان الحاجة ام الاختراع فقد عمت اللعبة في اوساط مناطقها الشعبية عبر وسائل اعلام توجه وتدار بطريقة وعقلية احترافية استعمارية ايضا .. جعل الكثير من فقراء افريقيا يمارسون اللعبة في الشوارع والساحات والملاعب الطبيعية والمصنعة وخلال عقد من الزمان تولد النجوم انفجاريا اضطرهم الهجرة والتعاقد مع العقلية الاحترافية التي تلاقفتهم بثمن (بخس) لتتصرف بحقوقهم وتدويرهم بقمة البراعة المالية والسياحية والثقافية بل والدبلوماسية وحتى الحربية الناعمة منها .
تعيش الاندية الاحترافية عامة وكذا المنتخبات هيمنة السود ابناء الفقراء على مقدرات تلك الاندية والمنتخبات مهاريا وعضليا .. اذ ان اغلب نجومها ومحققي انجازاتها ومروجي بضاعتها واعلاناتها هم من السود .. فيما يمنع عليهم تولي مناصب ( لب وراس العقل ) القيادة المؤسساتية بتلك الدول .. وهذا ما يعانه الافارقة المجنسون في جميع بلدان الاستعمار الاحترافي حيث ينتهي دورهم مع اعتزالهم – الا ما ندر وبنسب واحد بالمائة – والبقية اما يعود لبلده طوعا او يستخدم بصورة غير مباشرة كاداة لاهداف ناعمة ) .
العرب يمتلكون عددا من المدارس الكروية التي لو اطلعت على تكاليفها ورواتب موظفيها – لوليت فرارا وملات منهم رعبا – دون ان تقدم شيئا الا النزر ومن باب تغطية الاخفاق ليس الا .. سيما وان العملية برمتها تجري وتخرج بعنوان الاحتراف الرنان عربيا والطنان ميدانيا مع انعدام تام للفائدة المجتمعية برغم ما يتبجحون ويطنطنون حد الصراخ !