تداعيات فشل سوق النقل الجوي في إستقطاب أموال المسافرين
فارس الجواري
يعتمد نجاح قطاع النقل الجوي في الدولة على سياساتها في رسم خطط تنمية نشاط السفر فيها وهو انعكاس مباشر لحركة الازدهار الاقتصادي لتلك الدولة من حيث أيجاد أليات لحلول مبتكرة تواكب التغيرات التي تسهم بدور إيجابي على اقتصادياتها من ناحية وبسمعتها محليًا ودوليًا من ناحية اخرى لذلك يعتبر مصدر تمويل مهم بشرط اشراف جهات تخصصية مؤهلة تعمل على التخطيط الصحيح لأدارة الاستثمارات في هذا القطاع.
أن رسم سياسة النقل الجوي التجاري والإشراف عليه بما يتفق مع متطلبات الاقتصاد الوطني الحاضر والمستقبل يجب ان يتم عن طريق أبرام اتفاقيات النقل الجوي مع نظيراتها في الدول الأخرى بما يضمن حقوق نواقلها الوطنية في تغطية سوق الطيران المحلي لها وهو مالا نشهده في سوق النقل الجوي في العراق حيث تشير أخر احصائيات الحركة الجوية للمطارات العراقية لعام 2023 الماضي والصادر من قسم النقل الجوي في سلطة الطيران المدني العراقي بان هناك 90,421 ألف رحلة جوية وأن عدد المسافرين القادمين والمغادرين في تلك المطارات كانوا 9 مليون ونص مسافرعلى كافة الوجهات البالغة وهي 99 وجهة في 19 دولة تصدرتها ايران وتركيا حيث كانت حصة نواقلنا الوطنية من مجموع هؤلاء المسافرين هو 3,756,178 مسافر فقط أما المتبقي من عدد المسافرين الكلي كانوا من حصة النواقل الاجنبية الذين تنقلوا من خلال المطارات العراقية وهم بعدد 5 مليون و 750 الف مسافر أي بنسبة 39.5٪ لصالح نواقلنا مقابل 60.5٪ لصالح النواقل الأجنبية مما يعني أن الحصة السوقية للعراق بحساب الارقام هو مليار و200 مليون دولار تقريبا مقابل 2 مليار و 100 مليون دولار كمردود مالي مستحصل للنواقل الأجنبية بحساب تقريبي 350 دولار معدل لكل مسافر وهذه الارقام تشيرعن غياب واضح للتخطيط السليم الواجب اتخاذه من قبل مسؤولي هذا القطاع لايجاد حلول جذرية لازمات مستعصية تعكس على الاقل النسب المطروحة في تقرير السلطة وكما ماهو معمول فيه في أغلب الدول التي تعمل على دعم اقتصادياتها من خلال هذا القطاع في قدرته على المنافسة والاستحواذ على سوق النقل الجوي في العراق لتحقيق معادلة ” الجودة مع الربح” لذلك برزت الحاجة الحقيقية لتطبيق التكنولوجيا المتطورة الخدمية والترفيهية للشركة العاملة حالياً في مجال قطاع الطيران شركة الخطوط الجوية العراقية بشكل اساسي وايضا باقي الشركات المحلية الاخرى مثل فلاي بغداد وأور وغيرها لابل هناك احتياج فعلي لتأسيس شركات نقل اخرى تسهم بشكل فعال في تلبية احتياجات سوق النقل الجوي في العراق من شأنه أن يُمكن لها من منافسة الشركات النقل الغير محلية في سوق طيران العراق .
جوانب سلبية
أن الطيران المدني في كل العالم مصدر تمويل مهم يسهم بشكل فاعل في تدعيم الاقتصاد المحلي لأي دولة تعمل بالمعايير الدولية الموصى بها من قبل منظمات الطيران العالمية في تطبيق الخطط التي من شأنها معالجة كافة الجوانب السلبية لقطاع النقل الجوي وصناعة الطيران بما يتماشى مع التطور في صناعة الطيران بصورة عامة والنقل الجوي العالمي خاصة طبقا لمستويات المنظمات العالمية ذات العلاقة في تعزيز امكانيات الناقل الوطني شركة الخطوط الجوية العراقية من خلال تنظيم اعمال الصيانة لطائراتها من خلال فتح ورشة صيانة محركات التي اصبحت ضرورة ملحة بعد توقف اغلبها بسب اعطال محركاتها أضافة الى فشل اداري واضح في نظام التسويق نتيجة حظر الشركة عن الطيران فوق اوربا مما يعني فقدان مئات الالاف من عراقيين المهجر في اوربا لتنقلاتهم الى العراق لذا يجب على اصحاب القرار في العراق ان يهتموا بالناقل الوطني بشكل اساسي ودعم الشركات العراقية الخاصة الاخرى في تلبية احتياجات سوق الطيران العراقي لا بل هناك ضرؤرة لتشجيع المستثمرين في انشاء شركات طيران عراقية جديدة .
باحث واستشاري طيران