الصين تتصدّر والولايات المتحدة في المرتبة الثانية

شاكر عبد موسى

بعد مرور ثلاثة أسابيع على (يوم التحرير) الذي شهد إعلان (دونالد ترامب) عن فرض رسوم كمركية قاسية على كل من حلفاء الولايات المتحدة وخصومها، يجد الرئيس الأمريكي نفسه يعاني من درس قاسٍ في الاقتصاد العالمي لعام  2025 أن الصين، وليست الولايات المتحدة، هي التي تتحكم في التجارة الدولية.

بعد سلسلة من التصعيدات المالية والردود الانتقامية المعقدة، يسعى البيت الأبيض الآن لتقليص معدل التعريفات الكمركية الذي أثارته التهديدات، والذي وصل في فترة ما إلى 245 بالمئة. في اجتماع مغلق بواشنطن مع كبار مسؤولي (جي بي مورجان)، أعرب وزير الخزانة الأمريكي (سكوت بيسنت) عن عدم استدامة الوضع الحالي بسبب ارتفاع الرسوم الكمركية.

وفي حين يؤكد ترامب أن المسؤولين الصينيين يتفاوضون لخفض هذا الرقم، تُصرّ بكين على عدم اتصالها بالولايات المتحدة مطلقًا، ويبدو أن الشركات الأمريكية تعاني في ظل سياسة ترامب المثيرة. سبق أن أشار ترامب إلى أنه ينتظر حتى يبادر شي بالاتصال لمناقشة العلاقات التجارية، لكن كبريائه يبدو أنه يمنعه من اتخاذ الخطوة الأولى.

كانت هناك توقعات بأن يقوم المستثمر والمهندس والمخترع الأمريكي (إيلون ماسك1971)، الذي يمتلك استثمارات كبيرة في الصين، بدور الوسيط بين شي وترامب لتجنب العواقب السلبية للتعريفات. ولكن يبدو أن هذا الخيار لم يعد واردًا. وبدلاً من ذلك، درست الصين إمكانية فرض قيود على شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل ( تسلا وآبل وكوالكوم وإنتل)، حسب تقرير لشبكة CNN، لكنها امتنعت عن ذلك حاليًا خوفًا من إزعاج المستهلكين الصينيين.

ومع ذلك، تستمر شركات التكنولوجيا الأمريكية في مواجهة الأضرار الناتجة عن الرسوم الكمركية، إذ ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية الصينية مثل أجهزة آيفون، وأوقفت الصين تصدير المعادن الأرضية النادرة، مما أثار استياء ماسك.

في الوقت ذاته، تبدو الصين قادرة على تحمل الظروف الصعبة. فهي تهيمن على سوق السيارات الكهربائية العالمي، ولديها أعداد هائلة من روبوتات التصنيع وتفخر بنظام سكك حديدية متطور يدعم سلاسل الإمداد.

قد لا يكون الوضع جيدًا بالنسبة للأمريكيين, إذ شهدت الأسابيع الثلاثة الماضية انخفاضًا حادًا في حركة الشحن من الصين إلى الولايات المتحدة, وتشير التقارير إلى تراجع حجوزات الشحن الأسبوعية بنسبة تصل إلى 60 بالمئة عبر جميع القطاعات، مما يشير إلى كارثة للأمريكيين المعتادين على السلع الرخيصة.

بينما يستمر ترامب في مواجهة شي، يبقى السؤال : هل سيخضع الرئيس للضغوط أم ينتظر النتائج بينما تواجه الولايات المتحدة أزمة مالية محتملة .؟ الزمن وحده سيكشف الحقيقة.