مؤتمر علمي ببغداد يدعو لإعادة الإعتبار للقضية عربياً وإسلامياً
كلية العلوم الإسلامية توصي بتعزيز حضور فلسطين في الوعي الأكاديمي
بغداد - قصي منذر
أوصى المؤتمر العلمي السنوي الذي نظمته كلية العلوم الإسلامية في الجامعة العراقية تحت شعار فلسطين قضية الأحرار والإنسانية، بضرورة إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بوصفها القضية المركزية للأمة الإسلامية والعربية، والعمل على تعزيز حضورها في وجدان الأفراد والمجتمعات، وتبنيها فكرياً وثقافياً وإعلامياً. وجاء في التوصيات، التي اطلعت عليها (الزمان) أمس إن (نصرة الشعب الفلسطيني تمثل واجباً دينياً وأخلاقياً، ما يستوجب من جميع المسلمين دعم القضية بكل السبل الممكنة قولاً وفعلاً)، وأكدت توصيات المؤتمر، الذي شهد مشاركة 26 بحثاً علمياً مختاراً من أصل 64 بحثاً قبلت بعد تقويم دقيق على (أهمية توظيف البحث العلمي والأكاديمي في خدمة القضية الفلسطينية، من خلال أطاريح الدكتوراه ورسائل الماجستير وبحوث التخرج، بما يعزز من وعي الأجيال بالتاريخ الفلسطيني وتفاصيل الاحتلال الصهيوني وجرائمه المستمرة).
مناهج دراسية
ودعت التوصيات إلى (ترسيخ مكانة القدس والمسجد الأقصى في نفوس المسلمين، لا سيما الأطفال، من خلال تضمين المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية لوحدات معرفية تغرس حب فلسطين، وتعلي من شأن النضال من أجل تحريرها، وتُربي الأفراد على القيم الإيمانية والإنسانية التي ترفض الظلم والاحتلال)، وأشار إلى (أهمية المقاطعة الاقتصادية والثقافية والسياسية لكل ما يساند الكيان الصهيوني).
مؤكدة إن (المقاطعة ليست خيارًا بل واجب ديني ووطني وأخلاقي، كما أوصى بتعزيز الإعلام المقاوم الذي يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ويواجه الهجمة الإعلامية الصهيونية الممنهجة)، وأوضحت التوصيات إنه (من الضروري استلهام دروس الصبر والثبات من الشعب الفلسطيني، واتخاذها منطلقًا لتعزيز الوعي والعمل الجاد على نصرة القضايا العادلة، كما شددت على أهمية دور الأدب، خصوصًا الشعر والقصة والرواية، في حفظ الذاكرة الفلسطينية وتعريف الأجيال بها، وتحصينهم ضد حملات التشويه والطمس).
وأضافت التوصيات إن (الوقوف مع فلسطين، هو وقوف مع القيم الإنسانية والكرامة والحرية، وضد الظلم والاستبداد والعدوان، ودعوا إلى جعل القضية الفلسطينية محورًا دائمًا في البرامج الأكاديمية والبحثية والأنشطة الثقافية داخل الجامعات والمؤسسات العلمية). وحظي المؤتمر، الذي عُقد برعاية رئيس الجامعة العراقية علي صالح حسين الجبوري، وبإشراف مباشر من عميد الكلية كاظم خليفة حمادي، بتفاعل علمي لافت، وحضور نوعي من الباحثين والمتخصصين من داخل العراق وخارجه، في إطار دعم الوعي العربي والإسلامي بالقضية الفلسطينية وتداعياتها الراهنة. وقال عميد الكلية خلال افتتاح المؤتمر الموسوم (القضية الفلسطينية.. تحدياتها، آفاقها، وتأثيراتها في الواقع المعاصر)، الذي حضره مساعدي رئيس الجامعة للشؤون العلمية خميس عواد زيدان والشؤون الإدارية حسن فضالة التميمي وعميدي كليتا الاداب حسين البهادلي والتربية للبنات هدى محمد صالح ومدير قسم البعثات والعلاقات الثقافية في الجامعة دريد يحيى أمس إن (هذا الصباح العلمي المتقد بالوعي والمفعم بالمسؤولية والالتزام، يشكل انطلاقة حقيقية لمناقشة واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً في ضمير الإنسانية).
وأضاف إن (انعقاد المؤتمر تحت شعار فلسطين قضية الأحرار والإنسانية، ليس مجرد ترديد لعبارات مألوفة، بل هو تجديدٌ للعهد الأخلاقي والعلمي والإنساني، وإعلانٌ للانتماء لقضية خالدة في وجدان الأحرار، تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة لتستقر في صميم القيم والمبادئ)، وتابع إن (ما يجري على أرض فلسطين، وفي قلبها غزة الجريحة، لم يعد مسألة محلية أو إقليمية، بل تحول إلى اختبار أخلاقي للضمير الإنساني العالمي، حيث يُمارس الاحتلال أبشع أنواع العدوان والحصار والتهجير، بينما يلوذ العالم بالصمت أو يتذرع بمصالح سياسية آنية لتبرير تلك الجرائم).
قضية فلسطينية
وأوضح حمادي إن (المؤتمر جاء ليكون منصة علمية حرة ومستنيرة، تسلط الضوء على التحديات المعاصرة التي تواجه القضية الفلسطينية، وتفكك الروايات الزائفة، وتعيد بناء الوعي العام حول جوهر الصراع ومآلاته، في ظل متغيرات دولية متسارعة تؤثر في حاضر المنطقة ومستقبلها)، مشدداً على القول إن (الجامعة العراقية ترى في رسالتها الأكاديمية رسالة إنسانية بامتياز، وإن فلسطين ليست مجرد قضية جغرافية أو سياسية، بل هي امتحان دائم للكرامة الإنسانية، ومؤشر على التزام الشعوب بالعدالة والحرية، بل هي، كما وصفها، قِبلة الوعي في زمن تتداخل فيه المفاهيم وتضيع فيه الحقائق).