دور فعال ومآخذ يمكن معالجتها
خالد السلامي
مما لا شك فيه ان العشائر العراقية قد لعبت دورا فعالا في فض العديد من النزاعات العشائرية في البلد والمساهمة في حفظ الامن فيه عبر تاريخها الطويل وخصوصا خلال فترات الانحلال الامني وضعف القانون التي مر بها البلد في العقود الاخيرة فقد أدى هذا الدور الكبير لعشائرنا الى تجنيب البلد والناس صراعات عشائرية قد لا تكون لها نهاية خصوصا بعد انجراف البعض من شبابها الى الفتن بمختلف تفرعاتها و التي شهدها الوطن خلال فترة ما بعد الاحتلال وهذا ما يجب ان يُحسب لها وتُشكر عليه بكل تأكيد.
خدمة المجتمع
لكن مثلما للعشائر الكريمة من ايجابيات كبيرة في خدمة المجتمع والبلد فهناك مآخذ مهمة على بعض إجراءاتها قد تحتاج إلى مراجعة وتصحيح وإعادة نظر من قبل اعمدة القوم ووجهائهم ومن هذه المآخذ هو قيام الشيوخ والوجهاء بالضغط على الطرف المتضرر لتخفيض الدية رغم أنها محددة بمبلغ معين لكل محافظة مما يؤدي الى حرمانه من حقه الشرعي او ربما التنازل عنه نتيجة لذلك الضغط الكبير عليه من قبل عِلية القوم. وكذلك ما يحصل في فصول أحداث المرور خصوصا تلك التي تحدث فيها وفيات او إصابات كبيرة حيث يتم إجبار الطرف الذي لم يكن سببا في الحادث والذي ينصفه مخطط المرور على دفع دية المتوفى او تكاليف علاج المصابين والتي قد يستغلها بعض الناس لطلب مبالغ خيالية بعيدة جدا عن الواقع ومن أغرب القصص التي طرقت مسامعنا في هذا المجال ان احدَ اصحاب السيارات يجتاز الجزرة الوسطية والسايد الآخر من الشارع ليصطدم بسياج احد المنازل ثم يتوفى نتيجة لذلك فيجبر صاحب المنزل المسكين الجالس بأمان في منزله على دفع الملايين ديةً للمتوفى بعد أن تسبب في هدم سياج منزله او صاحب سيارة قد ركن سيارته في مكان آمن ثم يأتي سائق ربما مخمور او نائم وهو يقود سيارته ليصطدم بها فيموت ثم يجبر على دفع الدية او مصاريف العلاج الخيالية في حال لم يمت ذلك المخمور او النائم اضافة الى اضرار سيارته والامثلة كثيرة في هذا المجال . لذا يرجى من مجالس العشائر وشيوخها ووجهائها اعادة النظر في تلك المآخذ والتعامل وفق الحق الشرعي الذي اقرته العشائر في كل محافظة او منطقة وعدم الضغط على المتضرر واجباره على التنازل عن حقوقه وربما حقوق أيتام خطف الحادث المتعمد او غير المتعمد اباهم . وكذلك التعامل مع أحداث المرور وفق مخطط المرور اي ان يتحمل من تقع عليه مسؤولية الحادث المروري نتائج خطأه كي يكون رادعا للتهور في الشارع وتهديد ارواح الناس وبذلك تتطابق الاجراءات العشائرية مع القانون مما يساهم في ردع المتهورين في السياقة والتقليل من الاحداث المرورية المتزايدة في شوارعنا .