وطن بديل للاجئين

حسين علي غالب بابان

قرارات كثيرة اتخذتها بريطانيا بحق اللاجئين الجدد القادمين لها ، حيث قررت أن تأخذهم فور وصولهم إلى بلد أخر وبعدها تتخذ اجراءات بحقهم أما أن تعيدهم إلى بريطانيا أو أن يبقوا في البلد الآخر ما دام هم باحثين عن حياة جديدة بعيدا عن وطنهم الأم وهربا من الظروف المرعبة التي مروا بها في الماضي ، ولقد وقع الاختيار على "رواندا" أن تكون حاضنة لهم بعد اتصالات دبلوماسية طويلة أجرتها بريطانيا مع عدد كبير من دول العالم ، حتى وافقت "رواندا" وتم إبرام الصفقة التي أحدثت ضجة عالمية بشأنها حتى يومنا هذا.

دول كثيرة كانت مستهدفة أن تكون وطن بديل للاجئين من قبل أوروبا ، ولقد أعلنت الحكومة التونسية وعلى لسان الرئيس التونسي نفسه "قيس سعيد " أنه يرفض بشكل قاطع أن يتحول بلده إلى مكان يجتمع فيه اللاجئين من مختلف دول العالم ، بعد أن تلقى عروض من الدول الأوربية تصب في هذا الموضوع .

المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت أن هناك دول كثيرة ترحب أن تكون وطن بديل للاجئين لكن اللاجئ يرفض أن يذهب لها ولا يتقبل الذهاب لها  ، وأغلب هذه الدول موجودة في أمريكا اللاتينية ، وأغلب اللاجئين يبحثون عن الاستقرار في الدول الأوروبية أو أمريكا وكندا بسبب وضعها الاقتصادي والمغريات التي يسمعون عنها من قبل الذين ذهبوا هناك قبلهم .

الحقيقة أن كل الدول الأوروبية ومعها أمريكا وكندا تحتاج إلى أعداد هائلة جدا من السكان ، و تعاني من نقص مخيف في الأيدي العاملة والكوادر البشرية ، لكن التيار الرافض لوجودهم لا يستهان به وبات يشكل قوة ضاربة تقيم الدنيا ولا تقعدها، ونجحوا في إقناع الرأي العام بجدارة أنهم السبب الأول والرئيسي لمشاكل كثيرة يعانون منها في قطاعات مختلفة كالسكن والتأخير القاتل في تلقي العلاج  في العيادات والمستشفيات وغيرها الكثير، كذلك هناك لاجئين لم يندمجوا في المجتمع ولم يصل عند هذا وحسب بل باتوا يفتعلون المشاكل هم وعائلاتهم ،والإعلام ينقل ما يقومون به وهذا يصب في صالح التيار الرافض لوجودهم .

الأيام القادمة سوف تكون صعبة على اللاجئين والسواد الأعظم  منهم من أوطاننا للأسف الشديد، خصوصا إذا نجح "دونالد ترامب" في الرئاسة الأمريكية ، فهو أعلن أن المهاجرين الغير شرعيين ومعهم اللاجئين يعتبرون مصدر خطر على أمريكا ويجب أن يتم محاربتهم وايقافهم بشتى السبل حتى لو اضطر الأمر أن يجعل الجيش الأمريكي بأكمله يتصدى لهم ويوجه لهم الضربات القاضية، وما أن يكسب ويدخل البيت الأبيض وينفذ ما أعلن عنه لناخبيه حتى تقلده بقية الدول الأوروبية .