قصة كتاب
اسطنبول - كاظم المقدادي
اربعون عاماً انطوت على نشر كتابي الاول في باريس ( البحث عن حرية التعبير - محاولة لرصد التيارات الفكرية في الصحف المهاجرة القاهرة - باريس 1877-1977.
كانت الطبعة الباريسية ، قد تم توزيعها في اغلب المدن العربية وسط الثمانينيات ، ونالت يومها رضا واستحسان كبار المفكرين والمثقفين العرب منهم ،،، المفكر السوري الدكتور الياس فرح ، واللبناني مروان حمادة ، والعراقي ماجد السامرائي وسواهم .كان هذا الكتاب من الاهمية بمكان ، لأنه فتح عيني على قضايا مهمة اروعها فكرة «حرية التعبير « التي جعلت منها عنوانا لمتطلبات نيل شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون سنة 1979، وكانت بحق اشارة البدء بمشروعي الفكري ، الذي تأخرت عنه كثيرا ، .
الى ان جاء عام 2010 ، الذي انجزت فيه مشروعي الثاني ( تصدع السلطة الرابعة ) الذي شغل يومها الزملاء في كلية الاعلام - جامعة بغداد - وعقدوا ندوة اشاد فيها الاستاذ محمد رضا مبارك بأهمية التنبؤات التي تضمنها الكتاب وتحققت فيما بعد اغلبها . بعد الكتابين صدر كتابي الثالث في سنة 2020 ( جدل الاتصال - استقراء الزمن الحقيقي ) وهو المثير للجدل ،، كما وصفه الدكتور ياس خضير البياتي في بحثه المستفيض والمهم الذي نشر في جريدة الزمان ، كما اشار اليه بعمق ايضا الاديب والناقد الاستاذ عبد الامير المجر ،، ليمضي بوعي القراءة ، عاكفا على دراسة الكتب الثلاثة بمهمة نقدية كاشفة، ليخرج فيما بعد بدراسة نقدية نشرها في جريدة الزمان بعنوان ( ثلاثية المقدادي المدهشة) .في نهاية عام 1979 كنت اتوجس خيفة من عدم حصولي على الدكتوراه من جامعة السوربون ، بعد ان تأكد لي ان رئيس لجنة المناقشة البروفسور الفرنسي من اصل جزئري محمد اركون ، المعروف بصرامته في مناقشاته العلمية والاكاديمية . جرت المناقشة في جامعة السوربون وانتهت بحصولي على شهادة الدكتوراه ،، بحضور نخبة من كبار المثقفين العرب ،، والشخصيات الفكرية و الادبية امير اسكندر وسامي مهدي ومحمود امين العالم وغالي شكري وجليل العطية ومنير العكش وسواهم .
تعلمت من الفيلسوف الفرنسي اركون الصرامة العلمية ،، اما انشغالاتي الفكرية ، فقد علمتني كيف اتجدد ، وبتكوين معرفي على طريق الابتكار . شكرا لدار گلگامش ومحمد الكتبي ، وللمصمم البارع عقيل الحيدري