ازرع الجميل تحصد الذكر الأصيل

حسين الصدر

-1-

قال الشاعر :

ما مات من زرع الفضائل في الورى

بل عاش عمراً ثانيا تحت الثرى

فالذِكْر يُحيي ميتا ولربما

مات الذي مازال يسمعُ او يَرى

نعم

انّ عمر الانسان ما هو الاّ الفرصة الذهبية لزرع المحاسن والمكارم وتكثيف الجهود في مضامير النفع الانساني، فالبر والاحسان والمعروف من أجمل ما يقدمه المرء لنفسه وللناس .

ان الانسان باعماله ومواقفه وانجازاته وعطائه لا بأرصدته المالية الضخمة التي لا ينتفع منها غيرُهُ ، ولا باعتلاء المناصب العليا حيث انها لا تدوم لأحد ولو دامت لِغَيْرهِ لما وصلت اليه .

-2-

قد يوفق المرء لبناء مستوصف يحتضن المحتاجين للعلاج الفوري من أبناء حارثه، أو يشيد مدرسة او صرحاً ثقافيا ،

وقد يتكفل باعانة بعض العوائل الفقيرة، فيكون محلاً للتقدير والثناء في حياته ، وتكون تلك الصدقات الجارية سببا للثناء عليه بعد رحيله عن سطح هذا الكوكب، فالانسان يموت ، ولكن أعمال البر والخير لا تموت.

ويبقي له الذِكْرُ الطيب بين الناس، فكأنه حيّ بينهم، بينما يموت الكثيرون وهم أحياء لأنهم منغلقون على انفسهم لم يستطيعوا ان يكسروا حواجز الذات والأنابة .

-2-

وحين تكون باعمالك الصالحة قدوة للناس ، فانّ لك أجر الحسنة التي عملتها ، وأجر من عمل بها الى يوم القيامة .

-3 –

هنيئا لأصحاب الضمائر الحية ، والقلوب الطاهرة ، الباذلين جهودهم واموالهم لخدمة الدين والشعب والوطن .

وحسبهم أنهم حفروا اسماءهم في ذاكرة التاريخ والمجتمع الذي لا ينسى اياديهم البيضاء ومبادراتهم الغراء .

-4-

وأين الرافل بالحسنات من المغموس بحب الذات والشهوات ؟

أين الثرى من الثريا ؟

واين النور من الظلمة ؟

واين السخاء من الشح والبخل ؟

وأين الحس الانســـاني من المتكاسلين الجامدين ؟