عواقب وخيمة تنتظر المسيء إلى من أحسن اليه
حسين الصدر
-1-
حق الاحسان أنْ يُجازى باحسان كما قال تعالى :
( هل جزاءُ الاحسان الا الاحسان )
الرحمان / 60
وقد دلّت التجارب الحياتية على أنَّ هناك من لا يحفظ اليد بل يقابل الاحسان بالاساءة .
-2-
وكتب التاريخ والأدب مليئة بحكايات واخبار عن أولئك المسيئين لمن احسن اليهم .
-3 –
ومن تلك القصص قصة العجوز التي طريق عليها الباب ( الفضل بن الربيع ) أيام كان مطلوبا للمامون وقد خصصت جوائز نقدية لمن دَلّ عليه.
يقول الفضل :
« لما رأتني بَكَتْ ، وحمدت الله تعالى على سلامتي ، وأدخلتني الدار ثم
بكرت وسعت بي، فما شعرت الاّ بالخيل تحيط بالدار وأُخرجت منها حافيا حاسرا
فلما بصرني المأمون سجد طويلا ثم رفع رأسه فقال :
يا فضل :
تدري لِمَ سجدتُ ؟
فقلتُ :
شكرا لله اذ أظفرك بعدو دولتك والمغري بينك وبين أخيك ، فقال :
ما أردتُ هذا ،
ولكني سجدتُ شكراً لله على أنْ أظفرني بك وألهمني العفو عنك، حَدِّثْني بِخَبَرِكَ ، فَشَرَحتْهُ من أوله الى آخره ، فأمر باحضار المرأة وكانت في الدار تنتظر الجائزة فقال لها :
ما حَمَلك ما فعلتِ مع إنعامِهِ وإنعامِ أهلِهِ عليك ؟
قالت :
رغبتُ في المال ،
قال :
فهل لك من ولد أو زوج أو اخ ،
قالت :
لا ،
فأمر بضربها مأتي سوط ،
وأنْ تخلد بالسجن «
انّ المسيء الى مَنْ أحسن اليه يعتبر من أراذل الخلق ،
والمكر السيء لا يحيق الا باهله ،
وتلقت العجوز الطامعة بالمال أقسى العقوبات لما تحمله من نفس شريرة
انكرت الجميل وتجاهلت الاحسان
وهنا يكمن الدرس البليغ .