إختتام مهرجان اكيتو في بعشيقة

نيسان شهر الأصالة والتجدّد وليس شهر الكذبة

بعشيقة - حمدي العطار

انطلقنا صباحا الى باعشيقة فهو يوم اختتام احتفالات عيد ( اكتيو)

وتحتضن بعشيقة الديانات الثلاث بين الازيديين والمسيحيين والمسلمين ولكل منهم مزارتهم ومعابدهم ومساجدهم وكنائسهم ونحن نلاحظ تقارب دور العبادة من بعضها البعض مثال ذلك المعابد الأيزيدية التي تشتهر بقبابها البيضاء المخروطية وأبرزها مزارات الشيخ محمد وملك ميران وشيخ شمس ، وجوامع المسلمين ليس بعيدة عن الكنائس المسيحية والمعابد الأيزيدية ،كما تضم بعشقية عددا من الآثار التاريخية المهمة التي تعود لحقب زمنية متنوعة مثل الابواب الثلاثة ، كما تحتوي جبل مقلوب الذي يقع على أطراف مدينة بعشيقة ومعالم متعددة ومحتويات صخرية تسمى قصر (راسا)- قصر العدالة- وكهف شيخو بكروحفا .

ثقافات فرعية

بعشيقة عراق مصغر إذ تضم ست ثقافات فرعية  الازيديين والمسيحيين -الكاثوليك والارثودكس- والشبك والمسلمين -العرب والكرد والتركمان- وهي اصلا ناحية تابعة لقضاء الموصل لمحافظة نينوى.

يتضمن البرنامج لهذا اليوم محاضرتين ، الأولى للدكتور محمد صابر عبيد بعنوان ( إشكالية اللغة في الادب السريالي في العراق) وهي تطرح مشكلة من يكتب الادب باللغة العربية وهو من قومية ليست عربية وركز الباحث على الاديب السرياني إذ يقول أنه يفكر باللغة السريالية ويكون التعبير باللغة العربية لأن الانتشار يتحقق بهذه اللغة وبذلك تفقد بعض النصوص الادبية ما يطلق عليه ( الانحياز). في مجال الإبداع اللغوي للنص الأدبي.

أما المحاضرة الثانية فكانت للكاتب « سامر الياس سعيد» بعنوان اكيتو في عيون الاعلام العراقي» وجاء فيها « يحتفل أبناء شعبنا في الاول من نيسان من كل عام برأس السنة البابلية الاشورية إذ يتجدد هذا العيد كونه من أقدم الاعياد في بلاد الرافدين ويستعرض رموزه من قصر فصل الشتاء والظلام لانبثاق النور وتجدد الطبيعة واكتسابها باخضرار الربيع إذ تتغير معطيات السنة عند هذا التاريخ وإذا كان عيد اكيتو عيد نهرينيا لكنه يتزامن بدايته بشهر نيسان الذي يتضمن النظرة السائدة من جانب كثيرين تجاه العيد وتبرز الكثير من المفاهيم والتقاليد الخاطئة بينما يستوجب أن يكون عيد اكيتو عيدا رسميا تحتفل به كل مكونات العراق وعدم اقتصاره على مكون أو مكونين بسبب طبيعته المرتبطة بروزنامة الاعياد النهرية، غنج  اهتمام الصحافة العراقية بمواضيع تروج لكذبة نيسان التي تبدأ  عند اغلب العراقيين ويكون موعدها الاول من نيسان! أذ نشرت مجلة الشبكة العراقية بعددها الصادر يوم 31/آذار تحقيقا عن ( كذبة نيسان) أوردت خلاله ارتباط هذا الموعد بالاكاذيب والخدع التي يمكن تمريرها في اليوم المذكور وإذا أرادت مواقع التواصل على تناول هذه المناسبة فتقتصر على الملابس والازياء الفلكلورية أو التاريخية دون التعمق بالطقوس والتقاليد التي كانت ستجري ايام الاحتفال الذي كان عبارة عن أثناء عشر يوما وعدم التركيز على التفاصيل والدلالات الإيجابية لهذا العيد ، كما قدم الباحث في نهاية ورقته مقترحات عن ضرورة ( تخصيص جائزة ابداعية من اتحاد الادباء والكتاب باسم جائزة ( اكتيو) تخصص للفنون الإبداعية التي تتمحور حول هذا العنوان،، واعتبار عيد اكتيو عيد الجميع والاحتفال من مسؤولية الجميع بدون استثناء)وضمن البرنامج قصائد شعرية واغاني ودبكات شعبية شارك فيها الجميع

زيارة دير مار متي

قمنا بعد أختتام برنامج الاحتفال بعيد اكيتو بزيارة دير ما متي الذي يقع على قمة الجبل وذكر لنا الجميع بأن زوار هذا الدير كانوا يتسلقون الجبل ويصلون إلى الدير مشيا على الأقدام حتى زيارة وزير الدفاع الأسبق « عدنان خير الله» لانه سمع ببركات ( متي) وأنه يحقق الامنيات وهو كان يرغب ويتنمى أن تلد زوجته ولدا بعد أن كان الانجاب كله بنات وفي عام 1980 وكان يزور الدير عن طريق المروحيات رزق عدنان خير طلفاح في ذلك العام بطفل ذكر وقرر أن يعمل لهذا الدير طريقا مبلطا لسير السيارات من أسفل الجبل حتى مكان دير مار متي واستغرق ذلك وقتا سنتين ليفتتح الطريق الذي كان يشق الجبل باثنين عشر لفة. وعند التجول لهذا الدير العجيب اندهشنا للبناء المعماري لهذا المكان الذي يحتوي على مرافق وغرف وقاعات عديدة فضلا عن مبنى الكنيسة التاريخي وغرفة المذبح كما يوجد اماكن مؤثثة تستقبل الزاىرين عند رغبتهم بالمبيت بالدير. سمرقند الشاعرة في وفد اتحاد الادباء كانت قد زارت هذه الدير وتمنت أن يكون عندها ( بيت) وفعلا حصلت على البيت بعد توزيع الإرث! ويقع الدير على جبل الالفاف ( سمي بهذا الاسم نسبة لكثرة الرهبان الذين يصل عددهم في مرحلة زمنية إلى الآلاف حتى أن الجبل يرى من بعيد باللون الاسود من ملابس الرهبانه الاسود.

وشرح لنا ابونا مرجعية هذا الدير الذي يتبع مطرانية السريان الأرثوذكس وقد أسسه مار متي  السريالي في القرن الرابع الميلادي وانضوى اليه آلاف من الرهبان والموحدين.

ارتفاع الدير 817  متر، وكلمة الدير تعني المزرعة أو بيت العلاج وهو من المزارات الدينية المقدسة العائدة إلى السريان الأرثوذكس ومن أشهر الأصرحة المسيحية تأسس عام 363 ميلادي في القرن الرابع الميلادي. غادرنا الدير إلى حيث أحد الكنائس التي تقيم احتفالا بتخرج مجموعة من الأطفال من الروضة الذي يدرسون داخل الكنيسة وقد حضرنا فقرات هذا الحفل وسط ترحيب ابونا القس واهدى اتحاد أدباء السريان درعا للمطران المسؤول عن الكنيسة وقدم اتحاد الادباء والكتاب في العراق تبرعات لهذه الكنيسة.

الخاتمة

انتهت رحلتنا التي استغرقت ثلاثة أيام زار فيها وفد اتحاد الادباء والكتاب في العراق  معرضا للكتاب الدولي في اربيل . الذي يشارك فيه اتحاد الادباء بقوة وفاعلية كجناح لعرض اصدارات الادباء والكتاب في العراق والمشاركة في الندوات والجلسات الثقافية والأدبية والفكرية والحضور في الفعاليات الفنية للمعرض.

كما كانت لنا حضورا  ومشاركة في مهرجان اكيتو الثقافي الثامن تحت شعار ( اكيتو.... أصالة وتجدد) الذي أقيم في بعشيقا. للفترة من 25-26/4/2024 .

وكل عام واكيتو سعيد