طالبة الإعلام وفنون الخبر

آيات لؤي مجيد

الخبر هو العمود الفقري للتحرير، والذي من خلاله يسعى الصحفي الى التعبير عما يدور او يجري في المجتمع من وقائع واحداث تهم الجمهور وتؤثر في احتياجاتهم.

لذلك يعد الخبر العنصر الأكثر أهمية -والأكثر صعوبة- في فنون التحرير المختلفة؛ إذ يكمن في معرفة ما تحاول قوله، وانهُ امر بديهي بطريقة تثير الدهشة ويعتمد اساساً على فن صناعة الكلمة والقدرة على صياغتها واختيار افضل الكلمات والألفاظ الأقرب إلى التعبير الصحيح عن الحدث والواقعة التي يرصدها المحرر الصحفي، فالتحرير جزء رئيس ومهم يمكن خلاله ابراز حدث على حساب اخر.من هنا يمكن ان تبرز صحفيات يتقن مهارة تحرير الاخبار، ويختصن في إبراز دور المرأة العراقية والعربية وتعزيز مكانتها الاجتماعية والثقافية وعلى المستويات كافة، لاسيما انها تعد خلية في بناء الجسم المجتمعي العراقي والعربي، فهي صورة عاكسة لمجمل إنجازاتها وأهدافها المستقبلية، علاوة على ذلك إبراز ثقافتها وتميزها واختلافها وإبداعها ولغتها الإعلامية، فضلاً عن أنها تستطيع من خلاله التعبير عما يدور في داخلها، بالإضافة إلى طرح المشكلة ومعالجتها وزيادة وعي الجمهور المتلقي من خلال ما تكتبهُ.وهذا التخصص في الصياغات يجعل فن التحرير يتميز عن باقي التخصصات لأنه ذات إمكانات واسعة يستطيع المرء إظهار قدراته عن طريق ما يقوم بكتابته وابراز العوائق الاجتماعية التي يريد ان يسلط الضوء عليها ومعالجتها على الرغم من الصعوبات التي تواجهها المرأة في العمل الإعلامي ولاسيما التحرير إلا أن هذا الفن يساعدها دائماً وفي كل وقت وتحت أي ظرف بتنفيذ حديث مع أي شخص، لأن «المحررة» تمتلك ثقافة لغوية غنية، تختلف باختلاف الأشخاص والتخصصات والاتجاهات والمواقف والظروف والاساليب التي تكتب فيها او تتحدث عنها.

لذلك يجدر القول هنا كم جميل ان تصبح طالبة الإعلام محررة اخبار بدل من تقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية والخوض في مجال الظهور على الشاشات؛ لان التحرير يميز المرأة باسلوبها وإتقانها وإبداعها وهو جوهرة اللغة، وهو نفسه يمكنها من امتلاك ثراء لغوي في زمن اصبح الكثير يتشابه في الكلام والقليل من يتميز بثقافة اللغة وتحليل الأحداث بشكل موضوعي وشامل وكتابة دقيقة ومبتكرة تجذب القارئ، وهو ايضاً عملية التصحيح، والتكثيف، والتنظيم، والعديد من التغيرات الأخرى بهدف انتاج نص جيد، وثابت ودقيق وكامل.

مسألة مهارات

ان المحرر هو صحفي يعمل في الجريدة او الإذاعة او التلفزيون او الإنترنت او الوسائل الإعلامية الأخرى اي أنه يملك اتجاهات عملية واسعة بالإضافة إلى أنهُ يعتمد على مجموعة معينة من الأساليب التي تنطوي على مسألة المهارات الإبداعية، وبخاصة ان التحرير يتطلب التطور والمواكبة والتحديث والتواصل مع نظائره في هذا المجال والخوض فيهِ والازدياد منهُ، وتعد المرأة جزءا أساسيا في تحقيق أهداف التنمية والنهضة الاعلامية، إلا أنه على الرغم من ذلك هناك جزء لا بأس به من الخطاب الإعلامي عاجزاً عن مواكبة ذلك عامداً إلى حصر المرأة في صورة نمطية سلبية لا تراعي امكاناتها الكبيرة ولا تعكس دورها بوصفها شريكة في التنمية، ولاسيما عندما نلاحظ ان نسبة النساء العاملات في مجال التحرير منخفضة، مقارنةً مع النساء العاملات في نشرات الأخبار التلفزيونية والإذاعية وتقديم البرامج.في النهاية يكمن حل هذه المشكلة من خلال تزويد الإعلاميين بالمعرفة والوعي والتعاون المشترك لنقل الصورة السليمة عن المرأة ضمن اطار مهارات التحرير والفنون الخبرية؛ لانها تعد جزء جوهريا في تنمية المجتمع وزيادة وعي وتثقيف الناس، ومن الضروري ان توظف خبرتها في الكتابة فالتحرير هو فن المرأة، والمرأة هي صائغة ماهرة في العديد من المجالات وعلى رأسها الكلمات.