الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الصناعة والوضع في نهر جاسم

بواسطة azzaman

الصناعة والوضع في نهر جاسم

زبيدة غانم عبيد

 

ذكر أبن سلام الجمحي (1325هـ) إن الأصمعي قال:» أقمت بالمدينة زمانًا مارأيت بها قصيدة صحيحة إلا مصفحة أو مصنوعة. وقال أيضًا: إن كثيرًا من شعر امرؤ القيس لصعاليك كانوا معه. وقال أيضًا: أكثر شعر مهلهل محمول عليه.»قضية الصناعة والوضع مهنة قديمة وأول من ذكرها أبن سلام الجمحي، فقد تناول هذه القضية، إذ قال عن الوضاعين :كان أول من جمع العرب وساق أحاديثها( حماد الراوية ) وبحسب ما ذكره فأنه راوية غير موثوق به، كان ينتحل شعر الرجل غيره وينحله غير شعره ويزيد في الأشعار، إن داب أبن سلام الجمحي الانصاف والموضوعية، فقد كان دائم الرجوع لأهل العلم والدراية والاستعانة بهم في معرفة الشعر الاصيل من الزائف.أما في العصر الحديث فقد تناول الكثير من المستشرقين هذهِ القضية، أمثال : موير وباسيه وبروكلمان ومرجليوث، كل ما تم ذكره هو تعريج عن ظاهرة قديمة مازالت قائمة حتى الآن لامست الشعر والنثر كذلك، وهذا ما يجعلنا نوضح أن الصناعة والوضع والانتحال هي مهنة قديمة حديثة لها ممتهنيها، إذ يقال: « إن الحقيقة بنت البحث» وهذا ما تتطلبه الدراسات الإنسانية والأدبية، وصاحب الحقيقة لابد من أن يقف على أرض صلبة، يستند بذلك على الحقائق الواضحة الجلية ليعرف الصحيح من الموضوع، وأن الكلام المقنع الممتع حتى وإن كان مغلف بالزيف يثير الإعجاب وهو ميزان التأثير على المتلقي، ولاسيما حينما يكون صحيح التركيب خالياً من الأخطاء والعيوب، وهذا قوام النصوص التي صنعها الناقد الأكاديمي ستار عواد في منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي ونسبها إلى الروائي سعد سعيد، فقد صنع الأول نصوصه بحسب ما يقتضيه الحال مع تناسبها لأذواق المتلقين، فالصناعة والوضع تحتاج إلى دراية وحذق وهي أميل إلى النقد، والناقد وحده قادر عليها وعلى تشخيصها في بعض النصوص الأدبية. لكن ما استوقفني « رسالة نهر جاسم» التي يمكننا تصنيفها من أدب الصناعة والوضع . تنسب هذهِ الرسالة للروائي « سعد سعيد» لكنها في الحقيقة هي من وضع الدكتور « ستار عواد» الذي نسبها للروائي بداعي الفكاهة والضحك، ليرد عليه بمثلها أو بمنشور آخر نظيرها، وكما بدأت النقائض في العصر الأموي، فستار عواد، وسعد سعيد هما نسخة محدثة عن جرير والفرزدق، لكن بأسلوب حداثي، كتبت هذهِ الرسالة ٤/تموز / ٢٠٢٠، ولم تكن في ٢٦ /٢/ ١٩٨٧ كما هو مذكور في اسفلها، السبب وراء تشبيه هذا الرسالة بأدب النقائض، لما تحمله منشوراتهم من معارك ودية لا تفسد من ودهم إطلاقاً.فالمتطلع المبتدئ يتمظهر له شيئاً من المعارك الشخصية على موقع (الفيس بوك)، لكنها في الواقع معارك أدبية اجتماعية نوعا ما نشأت في زمن( الكورونا).

عناصر السرد

 وبحضور المتابعين وردود افعالهم، فقد تنافس ستار عواد وسعد سعيد فيما بينهم، أما حين تقرأ الرسالة تجد أنها منافسة أدبية فيها من البراعة والمهارة في الوضع والصناعة، إذ تناولت عناصر السرد  من شخصية، وأحداث، ومكان يلامس المتلقي، وسرعان ما تحولت هذهِ الرسالة إلى رواية بعنوان « نهر جاسم» بعد ما تلقت ردود افعال كثيرة مصدقة لهذهِ الرسالة التي كتبت عن معركة كالنهر ابتلعت الكثير من الشباب اليافعين والرجال الشجعان النادرين، لكن السؤال الذي أود طرحه هل رواية سعد سعيد محملة بالمشاعر ذاتها التي حملتها الرسالة، أم ستكون نقيض ذلك تماماً، هذا ما ستبديه لنا الأيام القادمة عندما نقرأ هذهِ الرواية.

 

 


مشاهدات 103
الكاتب زبيدة غانم عبيد
أضيف 2024/04/27 - 12:36 AM
آخر تحديث 2024/05/07 - 6:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 140 الشهر 2563 الكلي 9140601
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/5/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير