الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
علي رجل المبادئ لا المصالح

بواسطة azzaman

علي رجل المبادئ لا المصالح

حسين الصدر

 

-1-

انّ امير المؤمنين ركل بقدميه كل المحسوبيات والمنسوبيات والمحاصصات وانتصر للحق بعيداً عن كل المجاملات والمداهنات .

حين سئل عنه عديّ بن حاتم الطائي – وهو من أصحابه قال :

« رأيتُ القويَّ عنده ضعيفاً حتى يأخذ الحق منه ،

ورأيتُ عنده الضعيفَ قوياً حتى يأخذ الحق له «

اننا اليوم ضحايا إغماض النظر عن حيتان الفساد الكبرى والسماسرة الذين أرهقوا البلاد والعباد بالفساد .

-2-

حين سمع الامام علي (ع) بانَّ واليه على البصرة عثمان بن حنيف دُعي الى وليمة أقامها أحد وجهاء البصرة لثلة من الأغنياء ولمْ يُدْعَ لها أحدٌ من الفقراء فهاله ذلك وكتب الى ابن حنيف يقول :

« أما بعد يا ابن حنيف :

فقد بلغني أنَّ رجلاً من فتية اهل البصرة دعاك الى مأدبة فأسرعت اليها تستطاب لك الألوان وتنقل اليك الجفان ، وما ظننتُ أنّك تجيبُ الى طعامِ قومٍ عائلهم مجفو وغنيّهم مدعو « .

لن يغيب الفقير عن ذهن امير المؤمنين (ع) ، ولن يرضى – وهو امام العدل والرحمة – أنْ يُجفى الفقراء وأن تشتد العناية بالاغنياء فقط .

وعلى المسؤولين كافة أنْ يراعوا مشاعر الفقراء وان لا يمسوها بسوء  وأين نحن من هذه الأخلاقية العلوية التي تأبى أنْ تعترف بالفوارق الطبقية بين الناس ، وأنْ تنظر الى الناس عَبْرَ هُويتهم الإنسانية وليس عبر ما يملكون من جاه او ثروة او منصب ...

-3 –

لم يمنع علي (ع) الماء عن أعدائه في صفين بعد أنْ منعوهُ وأصحابَهُ منه.

منعه منه معاوية حين سيطر على المياه

وقال الامام (ع) بعد أنْ ملك الماء :

« لا واللهِ ، لا أكافؤهم بمثل فعلهم «

وهذه هي العظمة بأبهى صورها .

-4-

وحين قال له بعضهم :

انّ معاوية ينفق الأموال ويوزع الرشاوى لكي يحرز النصر .

فلماذا لا تصنع مثله ؟

قال :

« أتأمروني أنْ اطلبَ النصرَ بالجور « ؟

-5-

جاء في التاريخ :

أنّ بني اسد سألوه في حَدٍّ وجب على أحدهم فقال :

« لا تسألوني شيئا أملكه الاّ أعطيتكموه «

فخرجوا مسرورين، ثم أنه (ع) أقام عليه الحد فقال له بنو اسد :

ألم تَعِدْنا يا أمير المؤمنين :

فقال (ع) :

« لقد وعدتكم بما أمِلُكُه وهذا شيءٌ للهِ لستُ أملِكُه «

انّ المؤشر الحقيقي لصدق الايمان وحسن السيرة هو مقدار التمسك بأهداب القيم والمبادئ وتقديمها على كل ما سواها من مصالح الذات وعلاقاتها وارتباطاتها وحساباتها التي ما أنزل الله بها من سلطان .

وهنا يكمن الدرس البليغ .

 

 

 

 

 


مشاهدات 272
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/03/30 - 2:52 PM
آخر تحديث 2024/05/19 - 1:21 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 311 الشهر 7547 الكلي 9345585
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير