اللجوء الكهربائي

هادي عباس حسين

ثلاثة ركاب في هذه السيارة التي يسموها كيا،كنت جليس السائق الذي تجاوز عمره العشرين عام، كان منظره يوعز للناظر اليه انه ابن العشرة اعوام،جسم نحيف ووزن خفيف وصورة توعز انه مازال يحمل احساس المراهقة،صاح بصوت شق طبلة اذني

_ باب المعظم ..رصافي..شارع حيفا..

نظرت له مغمض العينيين وقلت

_ صوتك عال جدا..

اجابني بنوع من الاعتذار وقال

_هذا هو صوتي ..

استعدلت بجلستي ورتبت هندامي واجبته

_ ما شاء الله..سماعة سبيكر..

ابتسم بشيء من الزهووأجاب

_ العيشة ..تحب الخفية كما يقول المثل..

صدى الاصوات

استسلمت الى أمواج من صدى الاصوات تخترق مسامعي حتى انتبهت من حيرة الانتظار وقلت

_ هيا امتلأت سيارتك وأما الفراغ الذي بجانبي سادفع أجرته..

قرأت في عينيه فرحا ظهر سريعا لينطلق بالسيارة  مسرعا، كنت اراقب حركاته واسرح بافكاري مع هيأته التي تؤكد لي بمستواه ليسرع سؤالي واصلا اذنه

_ انت بأي صف في المدرسة..

قال لي خجلا

_ انا تركت الدراسة بسبب المعيشة..

لعلي أثرت شجونه لاتهرب من تأثيرها النفسي عليه ،النظر بساعتي  لاردد مع نفسي

_ تجاوزت التاسعة وانا لم اصل الى هدفي المنشود..؟

عدت مواصلا حديثي معه فقلت له

_ اراك لم تنم ليلة امس من كثرة تثاوبك..

نطق مسرعا

_ السبب ابي فهو على الدوام يوافق على طلبات اللجوء الكهربائي..

تمعنت في وجهه مستغربا فانا لا اعرف هذا النوع من اللجوء.الذي ركزت عليه ذاكرتي بان هناك لجوءا سياسيا  وانسانيا... و..و..

فثبت بارادتي وسألته مستغربا

_ هذا نوع متحدث وجديد..للكهرباء لجوء..؟

قهقه بصوت حتى انتابت صدره نوبات سعال خفيفة ليجيبني بصعوبة

_ كل اخواني ياتون لبيت الاب لينهزموا من حالتهم..

قلت بسرعة

_ ما هي  حالتهم.. ؟

قال لي بعدما اسرع وبعجل ليجتاز التقاطع الذي يحدد الطرقات عند جسر باب المعظم

_ حالتهم بكثرة الانقطاع الكهرباء في مناطق سكنهم.. ليحتموا في بيتنا  الذي يملك الخط الذهبي..

بقيت افكر بما سمعته وما معنى اللجوء الكهربائي ..

فهم ما يدور في مخيلتي ونطق

_ انه ابتلاء ..فطيبة قلب ابي يوافق فورا على منحهم الموافقة على طلبات اللجوء الكهربائي...

تركت مكاني والابتسامة تــــــــــملأوجهي وانا حائرا بما سمعته عن هذا اللجوء الغريب العجيب..