إستخدام القوة والقدرة لتحقيق التوازن

سامي الزبيدي

1. القوة والقدرة رديفان يرتبطان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً وتكمل إحداهما الأخرى فالقدرة هي أساس القوة والقوة لا يمكن ان تأخذ مداها الكامل إلا بالقدرة , والقوة تعني جميع الإمكانيات والموارد المادية والبشرية والمعنوية ذات الطابع المدني والعسكري لدولة ما , أما القدرة فإنها تعني كيفية توظيف هذه الموارد والإمكانيات واستخدامها في الوقت والمكان الملائمين بحيث يؤدي هذا الاستخدام الى تحقيق الأهداف المطلوبة بشكل كامل , قد تتيسر مكونات وعناصر القوة في مجتمع أو دولة  لكن مقومات القدرة قد تنقصها لسبب معين أو لعدة أسباب وسيصعب على هذه الدولة الحفاظ على مكانتها وهيبتها كدولة قوية يحسب لها حساب .

مكونات عناصر القوة

2.تستند عناصر القوة لأية دولة على مكونات عديدة أهمها :

 أ . الموارد البشرية.

ب.الموقع الجغرافي والمساحة.

 ج . الموارد الاقتصادية والزراعية والصناعية والتجارية والمالية.

د .التقدم العلمي والتكنولوجي.

هـ . النظام السياسي والاجتماعي والمستوى الثقافي.

و . الجيش والقوات المسلحة .

مكونات عناصر القدرة

 3. وتكمل عناصر القدرة عناصر القوة وتعطيها أبعاداً إضافية ومن أهم مكونات عناصر القدرة هي:

أ . استقلالية القرار السياسي وهذا ما ينقص العراق منذ الاحتلال الأمريكي الى يومنا هذا.

 ب. القدرة على صنع وتنفيذ هذا القرار وهذا أيضا مرتبط باستقلالية القرار. 

ج . القدرة على استخدام القوة دون ضغوط خارجية أي إمكانية اتخاذ وتنفيذ القرار العسكري.

د .الابتعاد عن التحالفات السياسية والعسكرية قدر الإمكان.

هـ . العمل قدر المستطاع على التقدم في جميع المجالات الصناعية والزراعية والاقتصادية والعسكرية وما يعيق هذا التقدم بالنسبة للعراق هو الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة وسوء الإدارة والمحاصصة الحزبية والطائفية.

4.عندما تتجرد القوة من القدرة   عرفنا ان القوة والقدرة رديفان يكمل احدهما الآخر ويلتقي معه في الكثير من العناصر فما الذي يحدث إذا تجردت القوة عن القدرة أي إذا تعطل استخدام القوة بتجريدها من القدرة وهذا ما يحدث بعض الأحيان, فعندما لا تكون هنالك قدرة على استخدام القوة فما فائدة القوة إذن ؟ ستصبح القوة مجرد أرقام وعناوين وأدوات وموارد معطلة أو مجردة من الروح والفعل المؤثر فلا جدوى من قوة مجردة من قدرتها , ان الأمثلة على هذه الحالة عديدة فهنالك بلدان تمتلك كل مقومات وعناصر القوة وتتفوق بها على الكثير من الدول حتى الكبيرة بما تمتلكه من عناصر القوة كالاقتصاد القوي والمال والتجارة والصناعة والزراعة والموارد البشرية والتقدم العلمي والتكنولوجي إلا إنها لا تمتلك القدرة اللازمة لاستخدام قوتها إلا بشروط أو بتحديدات كحال العراق والدول العربية الخليجية .

كيف يتحقق التوازن بين امتلاك القوة والقدرة على استخدامها

5. لكي تتمكن أية دولة من تحقيق التوازن بين امتلاكها لعناصر القوة وقدرتها على استخدام هذه القوة عندما تدعو الحاجة يجب ان تمتلك هذه الدولة جميع عناصر القوة المعروفة دون الاعتماد على مصادر خارجية أو تعاون أو تحالف استراتيجي للحصول على موارد وإمكانيات أخرى ذات طابع عسكري أو اقتصادي أو حتى سياسي وامتلاكها جميع مقومات الردع والاهم من ذلك امتلاكها سيادتها وحقها المشروع في استخدام هذه القوة لضمان حقوقها الوطنية والقومية والدفاع عن أمنها وسيادتها وحماية شعبها وحماية مصالحها .