الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بضاعة وسمسرة والعقول فاسدة

بواسطة azzaman

بضاعة وسمسرة والعقول فاسدة

هشام السلمان

 

أكثر من أربعين مدربا يتسلمون مهام تدريب الفرق المشاركة في الدوري بسبب كثرة الاستقالات والإقلات بين صفوف المدربين إي إننا لو حسبنا العملية بطريقة نسبة وتناسب نرى إن كل فريق شارك في الدوري استهلك ما لا يقل عن اثنين من المدربين برغم ان هناك من استهلك أربعة وثلاثة ولا نريد ان نسمي الفرق كي لا تثور عليها جماهيرها سيما وهنالك من كان بطلا للدوري او ضمن المربع الذهبي !مشكلة الفرق تكمن ليس بلاعبيها او ملاعبها أو تجهيزاتها او ميزانياتها المالية وإنما في ( عقول ) بعض إدارات الأندية التي ترضى وتوافق على التعامل مع ما يسمى اليوم بسماسرة الملاعب ممن دخلوا أجواء الكرة العراقية عبر ملاعبها الشعبية وراحوا ينصبون أنفسهم على أنهم يتمتعون بعلاقات واسعة مع المدربين واللاعبين ويتمكنوا ان يطرحوا بضاعتهم ( الفاسدة ) على بعض الإدارات العاجزة واللاهثة وراء حسابات كم تستفيد من عقد هذا المدرب او ذاك ولهذا تتعامل مع أناس تطرح نفسها انها باستطاعتها ان تنقذ الفريق المنخور بالنتائج السلبية باستقدام مدرب جديد عاطل عن العمل وكان يركض الموسم كله من ملعب إلى ملعب ومن مباراة الى أخرى من اجل عرض نفسه كمدرب امام النادي الذي يحضر فيه وهو يتمنى من الله ان يخسر فريق ذلك النادي ليحل محله بواسطة سمسار يقتسم قيمة العقد بينه وبين المدرب الجديد وعدد من أعضاء الإدارة الذين يمهدون له الطريق وما ان يتسلم هذا المدرب ( الفاشل ) أصلا مهمة التدريب حتى بانت الخسائر وراح الفريق يبحث عن مدرب أخر يحفظ ماء الوجه وسط حسرة على قبولهم التعامل مع سماسرة الكرة الذين لا يهمهم سوى كم دخل في جيوبهم التي لا تملى الا بطردهم وعدم السماح لهم بدخول بوابة النادي ..

تلك هي مشكلة الدوري العراقي وتلك هي الطريقة والأسباب وراء إعفاء المدربين بالجملة لكن هل من علاج وسط تهافت السماسرة وإدارات الأندية لينهشوا ويعبثوا بالمال العام للأندية ولا احد يردعهم , هنا لابد من تدخل المؤسسات الرياضية والوزارات التي تتبع لها بعض الأندية التي يطلق عليها أندية مؤسسات لتحقق في موضوع إقالات المدربين تحت شعار ( الإقالة بالتراضي ) وهو مبدأ نعم معمول به في أندية العالم لكنه عندنا في الدوري العراقي أصبح نافذة للفساد المالي والإداري الذي يجب ان يحارب وإلا السكوت عنه جريمة وقبلها حرام ولكن هل بقى لكلمة ( حرام ) مكانا في قاموس أناس تجري من تحت أيديهم الملايين والمليارات , انهم يحاولون إشاعة هذه الثقافة بين الأندية العراقية ثقافة (الرقم القياسي )

باستبدال المدربين في الموسم الواحد لأنهم وجدوا أنفسهم في مأمن من الحساب والعقاب والمراقبة ومن آمن العقاب أساء الأدب !

ولو كانوا يتحسبون لهذه المفردات لكان عمل الأندية كما كانت في السابق تبقي المدرب الواحد موسمين او ثلاثة وبعض الأندية عرفت بمدربيها لكثرة المواسم المتتالية التي يمضيها فيها نتيجة الاستقرار الفني والإداري وحتى المالي أما اليوم أصبح المدرب شماعة متفق عليها لأجل الحصول بسرعة على نسبة العقد وبهذه الطريقة لكم إن تعرفوا كم من حاف دخل الملاعب بسمسرة اللاعبين والمدربين الفاشلين يمتلك اليوم من البيوت والسيارات ما لم يكن يحلم به بعد أن كان يأتي للملعب على (البايسكل) ألستم معي ؟


مشاهدات 36
الكاتب هشام السلمان
أضيف 2025/12/08 - 1:01 AM
آخر تحديث 2025/12/08 - 2:07 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 89 الشهر 5419 الكلي 12789324
الوقت الآن
الإثنين 2025/12/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير