بث أخير
ثائر علوان
رنّت نغمة المنبّه، فزّ منزعجًا، مستنفر الأعصاب، فلطم الجهاز بكفّه، وضغط بإبهامه على زرّ إيقاف النغمة. شعر بألمٍ حادّ في ربلة ساقه، ودَوَرانٍ في رأسه. أمسك الهاتف وولج تطبيق «تيك توك»، وجال في صفحته الشخصية. حدّق في المقطع الذي نشره قبل ستّ ساعات؛ كان يعوي فيه كالكلب، ولم يحظَ بمشاهدات دسمة.تجوّل بين صفحات المشاهير، وشاهد محتواهم يحظى بمشاهداتٍ مليونية. شتم كلّ بشريٍّ يدبّ على الكوكب. ظلّ يجوب الغرفة كالممسوس الأحمق. نظر إلى الساعة،ضبط جهازه على وضعيّة البثّ المباشر. خلع ملابسه وظلّ يرقص كالقرد. حرن برهة، متجمّدًا كالصنم. ارتدى ملابسه، والتقط المسدّس من رفّ الكنتور، فتح بثًّا مباشرًا، وظلّ يضحك بهستيريا.برزت أسنانه التي ترزح تحت وطأة تدخينٍ مثخن، وغارت عيناه الذابلتان تغمرهما الدموع. رفع الفوهة الى رأسه، ثمّ أطلق النار. تناثر دماغه في كلّ صوب.