الإنتخابات نقلة نوعية في التشخيص
جاسم مراد
افرزت الانتخابات البرلمانية العراقية في دورتها السادسة لعام 2025عاملان مهمان ، وهما إن الشعب أو بالأحرى المشاركين في الانتخابات ، الأول إن من يعمل لبناء العراق أو المحافظة هو الذي يحظى بالتأييد الشعبي ، وثانيا إن من يؤمن بضرورة الانتقال لمرحلة عابرة أو تريد العبور نحو الوطنية الجامعة بعيدا عن الكتلوية الطائفية هو الذي ينال احترام الناس ، فهذه الانتخابات قد تخطت الكثير من الالتواءات المذهبية ، وكشفت بان الجماهير الشعبية المشاركة وتلك التي ظلت على الجبهة الأخرى تنتظر ، تسعى لنظام ديمقراطي عابر لمخلفات السنوات الماضية .
استحقاق الانتماء
في هذه الانتخابات وضعت جميع القوى المشاركة أمام استحقاق الانتماء للعراق اولاً والعمل للنهوض بالعراق في الميادين الصحية والبنيوية والاقتصادية والثقافية ، وأما ستكون في السنوات القادمة في وضع لا تحسد عليه ، فلا الطائفية والعرقية هي المخرج ، ولا الكتلوية المناطقية هي الدائمة ، فالثابت والدائم هو الصدق في العمل الوطني والإخلاص لحقوق هذا الشعب الذي ينتمي لتاريخ عريق ، وان الإنجازات التي تتحقق في البلاد هي الحاكمية في التنافس الإيجابي لحصد الأصوات الأكثر ، وان ممارسات التعكز على الطائفية والعرقية والمذهبية لم تعد ولو نسبيا لها الحضور في الوسط الشعبي . إن في بلادنا وفي أماكن أخرى ، مجموعات من الشامتين وأولئك الذين لا يعجبهم العجب، فكلما تتقدم الدولة خطوة يحسبونها ضمن سياقات خارج مداراتها الموضوعية ، وهناك الحاسدون للعملية الانتخابية التي تغيظهم كلما نجحت يعتبرونها من اجل المذهب الفلاني أوللشخص العلاني ، أو انهم يتناسون هذا المنجز ويذهبون لقضايا فستوكية لاتخدم احداً سوى تثير الضغينة والفرقة .
نجاح بإمتياز
منظمات الأمم المتحدة والمراقبون العرب والأجانب ، اعترفوا واعلنوا هذا الاعتراف بان انتخابات الدورة السادسة لمجلس النواب كانت ناجحة بامتياز من حيث الأداء والتنظيم وحرية اختيار الناخبين ، ولم يعطى هذا الامتياز للانتخابات الامريكية ما قبل الأخيرة . الان وما بعد الانتخابات ، ما هو المطلوب، نريد إعطاء فرصة للقائمة الأكبر بتشكيل الحكومة ، ونريد ان تعطى فرصة للرئيس المختار أن يختار وزراء من كل المكونات على أساس الكفاءة والنزاهة والإخلاص للعراق ، وإذا تعذر ذلك ان يتم الترشيح ضمن الضوابط الوطنية والمهنية والكفاء ة ، ونريد أن لا تتدخل الأطراف المشتركة بالحكومة وبقرارات الرئيس بمعاقبة وزير أو استبدال وزير ، ونريد حكومة ينسى وزراؤها ولو نسبيا انحيازهم لكتلهم واحزابهم ، ويبقى أولوية الانحياز للعمل وتحقيق المنجزات وللعراق وحده لا شريك له، ونريد ان تتشارك القوى والحركات والأحزاب الفائزة مع مرشح الكتلة الأكبر بالرأي السديد وفي مراقبة الخلل للنهوض بالعراق الذي كان هو السيد والأمير والمحور في المنطقة برمتها. علينا الاعتراف في فترة السوداني تحققت منجزات وطنية في العمل وفي العلاقات المجتمعية وتحققت علاقات مهمة على المستوى العربي ومع جيران العراق ايران وتركيا وعلى المستوى الدولي الغربي والشرقي ، وتحققت استثمارات مهمة وطنية وعربية وأوروبية ودخلت للعمل شركات ذات قيمة عالمية ، وما نريده البناء على تراكم هذا العمل والعمل على ترسيخ دولة المؤسسات والمواطنة ، فهل يتحقق ما نريده ممكن ذلك ، إذا انحسرت الشخصانية وتطور الأداء الجمعي ، وننتظر ونرى من خلال سرعة الاتفاق على تشكيل الحكومة وبرنامجها القادم ، ونقول للكل ، يا جماعة العراق يستحق ولا شيء غير العراق ، ونحتاج الى برلمان فاحص ومراقب للعمل ومشخص للخلل ومعلن أسبابه وشخوصه ، لا برلمان معظم اعظاءه خرسان يفتشون عن الفائدة ويبحثون عن الشركات الفاشلة لكي يربحوا ، ونريد أن يحاسب أي برلماني يثري في الفترة ذاتها .. هل يمكن ذلك لا ندري ، حقاً لا ندري ؟