الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل ستتخلى امريكا عن سياستها في العراق ؟

بواسطة azzaman

هل ستتخلى امريكا عن سياستها في العراق ؟

راجي العوادي

 

 

ان الولايات المتّحدة الأمريكية كعادتها تضع ستراتيجيات متعددة وخطط مستقبلية في كلّ منطقة تريد أنْ تعمل فيها، ووفق هذه الخطط التي تحددها تقوم الدوائر الأمريكيّة  المختصّة  بالتحرك فيها ، لكنهم اخطئوا بالعراق عندما استخدموا القياس , كما اخطأ ابليس , فقياسهم كان مبني على تجربتهم باحتلال المانيا واليابان , فشعوب هذه البلدان رحبت بهم وتفاعلت معهم وقبلت وجودهم بقواعد عسكرية الى اليوم , لكن في العراق حصل العكس تماما بكل المعطيات , فامريكا واجهت مقاومة سنية وشيعية معا , والمواطن الذي لم يقاوم بقي ممتعض وغير ودي منهم , اكثر من 20 عاما مضت والوضع على هذه الشاكلة , كما فشلت امريكا  ان تجد لها شريك فعلي في العملية السياسية بالعراق عكس ايران ومن بعدها تركيا , لذا كان لهاتين الدولتين وجود في العراق سياسي واقتصادي مهم , في حين امريكا حتى تجارتها  بالعراق معدومة , وفشلوا بالسيطرة على النفط العراقي كاملا, فكان المستفيد الاول منه روسيا والصين بل حتى داعش استفادت منه وتجار وسماسره , كما ان التسليح  العراقي كانت اغلب العقود مع دول اخرى منافسه لامريكا , هذه الاسباب بعضها وليس جميعها هي من جعلت امريكا في عهد ترامب تقيم حساباتها في العراق على اساس الربح والخسارة ,كما ان الشارع والمؤسسات في امريكا بدءت تتساءل عن جدوى غزو العراق والبقاء فيه والتضحيات البشرية والمادية لحساب من ؟! وكما معلوم ان راي الشعب الامريكي مهم في رسم السياسة الخارجية , فقد تعالت صيحات لامريكان ماذا تريدون من العراق والى اي مدى نقدم الخسائر فيه ؟! ولكن هذا لا يعني ان امريكا نفضت يدها من العراق, فالسياسة الأمريكية لا يعني انسحابها العسكري انسحابا سياسيا، فالولايات المتحدة تخلت عن العراق تكتيكيا، لكنها لا يمكن أن تتخلى عنه استراتيجيا , بل تريد استبدال الخيار العسكري بالخيار السياسي والاقتصادي التي فشلت بتحقيقة في ظل الخيار العسكري , بمعنى الانسحاب العسكري الأمريكي لا يعني نهاية مصالح أمريكا في العراق ، فهم يحاولون أنْ يتّجهوا بالعراق إقتصادياً وأمنياً وسياسياً نحو التطبيق الممكن من الأهداف التي يضعونها، فامريكا تدرك جيدا ان العراق مركز تقاطع للأمم “العربية، والفارسية، والتركية”، فتماسكه يعني تماسكاً لأمم الشرق الأوسط ، وتفكّكه يعني إعادة رسم الجغرافية السياسية للمنطقة برمتها ، فتقسيمه ممنوع، وبقاؤه دولة قلقة غير ممكن، اذن عراق التوازن هو الخيار الأفضل له وللمنطقة بأسرها ، فالعراق ومنذ تأسيس الدولة العراقية في التاريخ المعاصر لم يكن ذات يوم دولة هامشية بل دولة لها دور مؤثر في الشرق الأوسط .

ان ملامح الستراتيجية الامريكية الجديدة بايجاز تنحصر بما يلي :

تسعى  ادارة ترامب جاهدة الى بلورة نظـــام سياسي يحاكي نظامهــا ليكون العراق ضمن المحور الأمريكي، فقط  لقطع الامدادات ل محور المقاومة عبر سوريا ولبنان

جعل العراق في حاجة فعلية للقوات الامريكية ، لذا نرى عدم وجود دعم حقيقي للقوات العراقية"بمعنى ايجاد نظام سياسـي في العراق يكون حليفاً لها ،على ان يكون ضعيفــاً من الناحية العسكـريـة

تدفع أمريكا بالتيّارات العلمانية والبعثية واللّيبرالية إلى تقوية دورها في انتخابات عام 2025م حتّى يتمّ إيصالهم إلى السلطة التشريعية والتنفيذية ما يجعل العراق أقرب إلى أمريكا والخليج ليوافقواهؤلاء فيما بعد لإبقاء القوّات الأمريكية في العراق

تسعى أمريكا لربط العراق بالخليج العربي ، وهذه السياسية ستكون تدريجيةً لفصل العراق عن إيران في كلّ المجالات الإعلام والاقتصاد والثقافة وحتى التجارة

تعمل أمريكا على استغلال الفقر والبطالة على تحريك الشارع ضدّ الحكومة لايقاعها تحت سيطرتها ولإفشال الأحزاب الإسلامية وصولاً إلى هزيمتها , عندها تتمكّن أمريكا من الإتيان بالبديل الشيعيّ الأمريكيّ

تحرّك أمريكا صندوق النقد الدوليّ للتدخّل في ملفّ الإقتصاد العراقيّ والضغط على الحكومات العراقية وتقيّد حركتها الإقتصادية وربط عجلة الإقتصاد العراقيّ بها

بعض المحللين يرى دعم امريكا لتشكيل اقليم سني بالغربية واقليم شيعي في الوسط والجنوب, لكنني لا ارى ان امريكا تشجعه في المرحلة الحالية

الامر الخطر في خيارات امريكا الجديدة (الفوضى الامنية ) قد تدعم اطراف عراقية متصارعة لمواجهة اعداءها في العراق , وهذا ما يعرف بالاقتتال الداخلي بين ابناء البلد وهو اسوء خيار ان حصل

لا سامح الله  ستكون كوارثه فضيعة وسيغرق العراق ببحر من الدماء

واخيرا ياتي اهتمام امريكا بالعراق وتشديد القبظة عليه بتعين مبعوث خاص له مرتبط مباشرة بالرئيس ترامب

خلاصة لهذا كله ستكون العلاقة بين امريكا والعراق علاقة غير طبيعية ومستقبلها غامض , فامريكا لا تتخلى عن العراق بالمرة واي حكومة عراقية تاتي ستكون في بحر تتقاذفه الامواج لا تغرق ولا تنجو الى ساحل شاطيء الامان .

Rajı_ali_1961@yahoo.co.uk

 


مشاهدات 112
الكاتب راجي العوادي
أضيف 2025/11/01 - 5:13 PM
آخر تحديث 2025/11/02 - 3:52 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 115 الشهر 894 الكلي 12362397
الوقت الآن
الأحد 2025/11/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير