حديث مقتضب في السياسة والطرب
لطيف القصاب
خلال شهر واحد التقيتُ -بدعوة كريمة من إحدى المؤسسات الصحفية البارزة- التقيتُ اثنين من السياسيين. كلاهما نائب في الدورة النيابية السابقة، ومرشح للدورة الانتخابية المقبلة، ولا أدري حتى الآن هل كانتا تجربتين مفيدتين أم لا.
الأول شاب في مقتبل العمر له (كارزما) واضحة، وجمهور متنام لاسيما في أوساط الشباب والمستقلين. والآخر في عمر الأول تقريبًا بيد أنّه ليس بمستوى شعبيته- على أنّه-والحقّ يقال - بدا أحرص على أن يكون مستمعا أكثر منه متحدثًا قياسًا بالنائب الأول الذي لم يصبر حتى يستمع لمداخلات الحضور، وفيهم (دكاترة) في القانون والعلوم السياسية، وخبراء في الإعلام والصحافة، ولعلّه معذور بحكم كثرة التزاماته خاصة في هذه الأيّام، وفي حين لم يتعد زمن اللقاء بالنائب الأول نصف الساعة امتد الوقت مع النائب الثاني إلى ساعتين تقريبًا. كانت لي معه أكثر من مداخلة جاريته في أشياء، وخالفته بأخرى، وفي بادرة ذكية من السيّد النائب قال لي: أنا مستعد للردّ على أي سؤال فأجبته على الفور بالقول: أنا لا أسألك أنا أقدّم لك نصيحة خالصة، ولك أن تقبلها أو أن ترفضها...
بعد أن غادر السيد النائب المكان مع مجموعة الحمايات التي رافقته طلب صاحب المجلس منّا تقييم النائب الثاني على المستوى الشخصي تقييما موضوعيًا، فأدلى كلٌّ منّا بدلوه بحسب قناعاته، وبمقدار ما يعرفه من ماضي الشخص وحاضره، وما يمكن أن يؤول له -سياسيا- في المستقبل القريب.
اتفقتُ مع زملائي في بعض (انطباعاتهم) بخصوص السيد النائب الثاني لكنني خالفتهم في بعضها الآخر لاسيما من جهة محاكاة السيد النائب لشخصية سياسية بارزة حتى لكأنه يبدو نسخةً منه بالتمام والكمال. وقد حاولتُ - وسط اعتراض البعض - تأكيد فكرة أنّ تقليد شخص لشخص آخر مهما كانت شخصية المقلَّد بفتح اللام تأكل من جرف المقلِّد بكسر اللام، وختمت كلامي- من باب تغيير الجو- بحكاية منقولة عن المطربة الشهيرة وردة الجزائرية، فقد قال لها أحد الإعلاميين المصريين يومًا ما مضمونه: يا وردة إنك ستكونين أم كلثوم الثانية فما كان منها إلا أن قالت في شيء من الامتعاض والاعتداد بالنفس: أفضّل أن أكون وردة الجزائرية الأولى على أن أكون أم كلثوم الثانية