الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ارحموا (الاستاذ) ليرحمكم الله

بواسطة azzaman

لمن تقرع الاجراس؟

ارحموا (الاستاذ) ليرحمكم الله

هاشم حسن التميمي

 

 يعد الاستاذ الجامعي المكتمل المواصفات الاكاديمية المعرفية بمنظور الدول المتقدمة قيمة وطنية لاتقدر بثمن ولا يفرط بخبراتها برغم  تداعيات الزمن وتدهور منظومات القيم..!

 وعندنا  في عراق اليوم مفاهيم استثمارية  غريبة على ارض الرافدين موطن الحضارات حين كانت الخلافة العباسية تمنح الباحث وزن كتابه من الذهب الخالص وينثر الخلفاء تلك الدنانير  فوق رؤوس الشعراء… والمترجمين ..،لكن احفاد السلطة في مطلع الالفية الثالثة وفي العراق الديمقراطي ينثرون شدات الدولارات فوق رؤوس الراقصات والبلوكرات وشلل المنافقين من المطبلين والمداحين… وترى سياسة العزل تطبق بقسوة بحق الاستاذ الجامعي الذي يجد نفسه مهمشا بمجرد احالته على التقاعد وهو بكامل تالقه العلمي  ويشتد عليه الحصار بمقدار نزاهته ورفضه الخنوع  ومسايرة اصحاب النفوذ واعتزازه بدوره المعرفي والوطني بعيدا عن الميول المذهبية  والعشائرية والسياسية.. وتفتح الابواب للمستشارين بكل العهود  لترضية وتمثيل الاحزاب ومن الذين يتملقون ويداهنون ويداعبون مشاعر الرئاسات ومن النادر ان يستعان باستاذ قدير في تخصصه في مكاتب الرئاسات او الوزارات والسفارات  ولجان البرلمان والهيئات فهي حصريا مسنودة لذيول المسؤول  من الاقارب والخلان والذين يسبحون بمجده ليل  نهار…وحتى حين تزايدت اعداد الجامعات  الاهلية واستبشر من تجاهلتهم حكومات المحاصصة وظنوا ان مجدهم ودورهم سيعاد في استثمارات ذكية تقدر خبرتهم وتفعل طاقاتهم   في تجارب معرفية تتفوق على روتين التعليم الرسمي بل تتفوق على اقرانها في العالم بوجود راس المال والخبرة المتراكمة والبنايات الشاهقة المطعمة بالمرمر  اللماع والمزدحمة اروقتها باجناس متنوعة من طلبة العلم وطلبة الشهادات….ويكاد ان يخبو الامل.    حين تكرس بعض الجامعات الاهلية مفاهيم الربح قبل المعرفة وسياسة اذلال الاستاذ واخضاعه لانظمة ادارية تلاحقه بالبصمة والدوام التعسفي  وكانه موظف في ادارة الافراد متناسين ان واجب الاستاذ يحدد بجدول محاضراته ومتابعاته لتفاصيل العملية التعليمية ومبادراته  وابحاثه العلمية ولاتعنيه  الفعاليات الشكلية المهرجانية  وربطة العنق اللاتينية وحفلات التخرج الخارجة عن المالوف وعن اللياقة .. والعحيب ان بعض الادارات تفرض شروطا  وعقودا  من طرف واحد تتقاطع مع قانون الخدمة الجامعية وتحاول ان تتلاعب بالتقويم المعتمد منذ اكثر من قرن بالغاء او تقليص العطلة الصيفية والربيعية وهي حق مكتسب وتقليد متبع  وهي معترف بها من الوزارة ومحاولة حجب الراتب او مناصفته بينما توصي التعليمات بمضاعفته لمن ينتظم بالدوام خلال العطلة…. بل وتدفع اجور اضافية عن مهام المراقبة وتصحيح الدفاتر واعمال اللجان

 فمتى تدرك تلك الادارات ان الاستاذ الجامعي قيمة عليا يستحق ان يعامل بكل ذوق واحترام وتهذيب  وتيسر له كل السبل من ساحة وقوف السيارات  لكي لايستنزف  وقته ويستفز ويتعكر مزاجه ولايستوقفه  موظف استعلامات   يستجوبه عن الدوام…وكانه اجيراً من العمالة الاجنبية … وتفاصيل  اخرى تحبط ولا تثمر عملا وابداعا وعلاقات انسانية راقية تعبر عن ادارة حكيمة تميز بين ادارة جامعة وبين ادارة مزرعة لتربية الابقار…  وحتى الاخيرة فيها حضائر راقية تتعامل مع الابقار بكل احترام وتهيىء لها الاجواء والبيئة المثالية لزيادة الانتاح…..فنقول لبعض المستثمرين ارحموا ابقاركم لكي يرحمكم الله في الاخرة ويضاعف ملياراتكم بالدنيا.

 

 

 

 

 


مشاهدات 330
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2025/09/14 - 4:01 PM
آخر تحديث 2025/12/07 - 6:20 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 386 الشهر 4915 الكلي 12788820
الوقت الآن
الأحد 2025/12/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير