يكاظم مهجة الهجران عادمها
كاظم بهَيّة
لايختلف اثنان على ان سائر الفنون ، وخصوصا فن الادب الشعبي ، يستمد مادته من الواقع ، ويجسد معاني ومفردات تلك الكتابات من الموروث كما في ، امثال وحكم وحكايات شعبية معروفة في الحب والغرام ووو...الخ ،بل الشاعر كثير من الاحيان يتعلم من الواقع ويحاكي مكنوناته بانعكاسات حسية نابعة من تفاعله معها، ويضعها من خلال استخدام معانيها ومفرداتها ويضمنها حكايات ، حب صادقة متدفقة شوقا وعاطفة ، الانسان اذا تولع بشيء ، يصل هذا التولع بروح عاشق من خلال الشعر هذا العالم الجميل ، الوسيلة التي يترجم بها الشاعر باسلوبه هذه الحياة ، من قصص الحب العذري كما قرأناه عند شعراء العرب ( الفصيح ) والمعروفة عند الجميع ،وكذلك في قصائد الشعراء الشعبيين وخاصة في حديثنا عنها قصيدة (يكاظم مهجتي الهجران عادمها ) وهي من فن التجليبة أحد فنون الادب الشعبي والتي سمعناها منذ سنوات من دارالاذاعة والتلفاز العراقي بصوت مطرب الريف داخل حسن ،وبطريقة (الهجع) ، حيث كتب في تايتل الاغنية من كلمات والحان داخل حسن، وهذا غير صحيح وللامانة التاريخية ومن باب ان» لا تبخسوا الناس اشيائهم « وهي من قصائد المناجاة والتي تفيض شاعرية وشوقا يعتلج في صدره عبر فيها عن خلجات روحه العاشقة انه الشاعر الراحل جابر الملا عباس من مدينة غماس التابعة لمدينة الديوانية ، والتي يخاطب فيها صديقه كاظم ال كاطع شاكيا فيها فراق الحبيب يقول فيها :
يكاظم مهجة الهجران عادمها
راح الجان سلوه الهه وينادمها
*
راح الجان يسله الكلب بيه الداي
راح وراح شوفي وكثر نوح ابجاي
وحك الزاد مالذ زاد الي ولا ماي
عكب اغذاي من رشفت مباسمها
ومن الجدير بالذكر فيما بعد نسبت ايضا للشاعر عبد الامير الفتلاوي من اهالي المشخاب في النجف ، وهذا غير صحيح فهي من تأليف الشاعر ملا جابر ، ودليلي على ذلك يؤكد صحة قولي كتاب (الادب الشعبي ) ح . العاشرة ص 26 منشورات دار البيان –بغداد - للباحث علي الخاقاني ، والتي تم نشرها كاملة قرابة (21 )مقطعا .وهذا دليل قاطع يثبت بانها ليست لداخل حسن والفتلاوي .
يقول حسين الهلالي في احد كتاباته ان قصيدة « يكاظم مهجتي الهجران عادمها راح الجان سلوة الها وينادمها ، هي استغاثة صادقة من الشعر الكلا سيكي صدرت من قلب شاعر مولع بحبيبته التي فقدها حتى يصل به الألم وتصغر الدنيا بعينيه ويتنبأ بموته في القصيدة، وفعلا بعد شهرين توفي هذا الشاعر « كما ذكر وحدد موته في اخر بيت من القصيدة يقول فيه :
يكاظم بسويده الولم واعمه العين
يكاظم راح ولفي منين اجيبه امين
ها روحي ثلث تيام ها يومين
ها كبل الفجر يكرب امحتمها