كريم صدام الانسان
احمد كاظم نصيف
أثناء إقامتي في ايطاليا، زرت أكثر من مدينة أوروبية، وخلال تجوالي في أي مدينة واطلاعي على جمالها ومعالم تطورها العمراني وهندسة المدينة وطرق المواصلات والساحات العامة وجنائن الحدائق، والتعريف بأعلام المدينة البارزين من علماء وأدباء ومن قدموا خدمات جليلة لبلدهم وتكريمهم بنصبٍ فنية رائعة تتصدر أماكن مهمة في جغرافية المدينة، والمتاحف وقاعات عرض الفنون التشكيلية، ودار الأوبرا وما تقدمه من حفلات موسيقية باهرة، ودور السينما وما تعرضه من أفلام منتخبة حائزة على أبرز جوائز المهرجانات العالمية، كذلك المكتبات العامرة بأمهات الكتب وآخر الاصدارات، وملاعب الرياضة المتطورة التي تخص كرة القدم وكرة المضرب (التنس) وكرة السلة وغيرها من الألعاب، والكثير من متطلبات الحياة الضرورية والكمالية.
بيد أني لم أهنأ يوماً بسعادة كاملة مطلقة، ذلك أني أتذكر العراق وشعبه ومدنه والخراب الذي دمر الانسان والعمران في زمن الحصار الجاحد.
استرجعت هذه الذكريات وأنا أشاهد واستمع للانسان الكابتن كريم صدام لاعب منتخب العراق وأندية الصناعة والجيش والزوراء، وهداف الدوري العراقي لأكثر من موسم، وهو يتحدث عبر بودكاست، إذ قال: "عندما كنا نسافر لخوض البطولات الخارجية التي يشارك فيها المنتخب الوطني، ونزور مدناً جميلة، لم نشعر بالمتعة في هذه اللحظات رغم جمالها، وذلك كوننا نتذكر شعب العراق وحرمانه من أبسط متطلبات الحياة"؛ وهذا موقف إنساني نبيل قل نظيره، وكما هو معروف أن كريم صدام اللاعب، قد ألهم الكثير من الشباب بعطائه داخل الملاعب، وتسجيله الأهداف، وهنا يؤكد "أبو غيث" إنه ملهم في الحياة عامة ويعطي درساً بليغاً في نكران الذات وحب الوطن، ومناصرة أخوانه من شرائح الشعب كافة، ويقدم صورة براقة ومشرقة للاخلاص، ويضرب أروع الأمثلة من الوفاء لبلده وشعبه، وهو يشاطرهم همومهم وأحزانهم وإن كان بعيداً عنهم.
تحية خالصة له ولكل من يحمل مأساة ومعناة ناسه وشعبه وأهله في ضميره الحي.