الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مصانع بغداد

بواسطة azzaman

مصانع بغداد

عبد الحكيم مصطفى

 

نشاط الاندية الرياضية البغدادية في العقود الخمسة الماضية ، كان لافتاً للنظر .. اندية الزوراء والشرطة والقوة الجوية والطلبة والجيش كان لها قصب السبق ، في انتاج فرق متميزة في معظم الالعاب الرياضية ، وبذلت اندية الكرخ والصناعة والاعظمية والامانة (امانة بغداد حالياً) والتجارة والصليخ والكاظمية ، جهود كبيرة لمنافسة الاندية الجماهيرية في البطولات المحلية ، وكانت تنجح احياناً في الوصول الى مراكز الصدارة في بطولات الالعاب الفردية ، وبعض بطولات الالعاب الجماعية .. نادي امانة بغداد ( الامانة سابقاً) كان محل اهتمام احدى الوسائل الاعلامية في الايام القليلة الماضية ، والتي وصفت النادي بانه كان مدرسة في كرة القدم ، و رفدت المنتخبات الوطنية بمجموعة مميزة من اللاعبين الذين يشار لهم بالبنان، وأصبح بعضهم من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم في العراق ، واشارت الوسيلة الاعلامية الى اللاعبين الذين مثلوا المنتخب العراقي في مونديال المكسيك عام (1986) والذين كانت بداياتهم مع فريق نادي الأمانة وهم «ناطق هاشم، كريم محمد علاوي، خليل محمد علاوي، غانم عريبي، باسل كوركيس، عناد عبد، باسم قاسم .

 وذكرت الوسيلة الاعلامية ان فريق أمانة بغداد لم يتوقف عند تلك الأسماء الكبيرة السابقة ، بل اسهم ايضاً في وصول عدد اخر من اللاعبين الى مرتبة النجومية ، وهم الدوليون صباح عبد الجليل، أحمد صبحي، سليم ملاخ ، آرا همبرسوم، كريم كامل، وفي فترة زمنية لاحقة برز شأن أسماء أخرى لعبت مع المنتخبات العراقية المختلفة أمثال عبد الزهرة أسود، كريم كردي، كريم زامل وغيرهم .. و المدرب الكبير أكرم أحمد سلمان ، هو الذي ساهم بتأسيس قاعدة كرة قدم صحيحة لنادي الامانة قبل اكثر من اربعة عقود.

 ماهو مؤكد ان انجازات نادي القوة الجوية في العقود الخمسة الاخيرة ستشغل مساحة اكبر بكثير من نجاحات نادي امانة بغداد (الامانة سابقاً) لو تم التطرق اليها، وكذلك الحال بالنسبة لاندية الشرطة والزوراء والطلبة والجيش التي هي علامات بارزة في سفر رياضة العراق .. التساؤل هنا كيف نجحت الاندية الرياضية البغدادية السالفة الذكر في انتاج فرق رياضية متمكنة جداً في العاب الساحة والميدان والكرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد ورفع الاثقال والمصارعة والملاكمة والسباحة ، فضلا عن كرة القدم .. الاجابة الدقيقة على هذا التساؤل هي ان الاندية الرياضية في بغداد ومدن العراق كافة ، استفادت من توهج النشاط الرياضي في مراكز الشباب ومن مسابقاتها ، والرياضة في المدارس ومن بطولاتها ، والرياضة في الجامعات ومن منافساتها ، بخلاف ذلك فان مديرية العاب الجيش ومديرية العاب الشرطة ، كانتا في أوج عطائهما .. كان الرياضي المؤسس في المحطات الفنية والادارية الصحيحة المتقدمة الذكر ، يذهب الى النادي وهو في كامل نموه المهاري فيبرز بسرعة في فريق النادي .ذلك التحالف غير المعلن انتج كما اسلفت مصانع تعمل على مدار الموسم الرياضي دون أي كلل أو ملل .. وساعد هذا التحالف الاتحادات الرياضية في انجاح مهامها ، من جهة نجاحها في تنظيم بطولات محلية لكل الفئات العمرية ، وتفوقت المنتخبات الوطنية للفئات العمرية كافة ، في بطولات عربية واسيوية ودولية عديدة ..

وهنا يجب الاشارة الى جهود مدرسي التربية الرياضة في المدارس في نجاح الاندية الرياضية في تحقيق اهدافها ، لان عدد من المدرسين كانوا مدربين متمكنين واشرفوا على تدريب فرق الاندية والمنتخبات الوطنية في بعض الالعاب الرياضية ، وكذلك الحال بالنسبة لحملة الشهادات العليا في الجامعات والمعاهد ، فهم ايضاً نجحوا في صقل وتهذيب مهارات عدد كبير من الطلبة الرياضيين ، لينضموا لاحقاً الى فرق الاندية والمنتخبات الوطنية .. ولا يمكن اغفال دور مدربي الفرق الرياضية في مراكز الشباب في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ، الذين لعبوا الدور نفسه ..خطوط الانتاج هذه ساهمت في نجاح الاندية الرياضية في بغداد والمحافظات كافة .  هكذا كان ينظم العمل الفني التدريبي وتُعد الفرق في العقود الماضية .. أما اليوم فالاندية تتخلى عن مسؤولياتها الفنية ، وتعتمد بشكل شبه كلي على ما يُسمى باللاعب الجاهز اواللاعب المحترف .. وابتلت الاندية الرياضية بإدارات متسلطة لا تعترف باخطائها ، ولا تخضع لأي مساءلة حكومية أوغير حكومية ، والذريعة هي ان النادي الرياضي كيان إداري مستقل .

 

 

 


مشاهدات 51
الكاتب عبد الحكيم مصطفى
أضيف 2025/04/29 - 3:02 PM
آخر تحديث 2025/04/30 - 9:37 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 542 الشهر 32624 الكلي 10913271
الوقت الآن
الأربعاء 2025/4/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير