الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بابا فرانسيس نبي الفكر الكوني

بواسطة azzaman

بابا فرانسيس نبي الفكر الكوني

اورنيلا سكر

 

البابا فرنسيس يُمثّلني. أنا مسيحية كاثوليكية مارونية، لأسباب كثيرة، أبرزها أنه كان مختلفًا عن خلفائه السابقين الذين لم يستطيعوا الخروج عن توجهات الكنيسة الفاتيكانية التقليدية ذات الخطاب التمييزي. لقد نقل الحوار من التركيز على «الهوية» إلى التأمل في «المصير المشترك»، وأعاد ترتيب الأولويات من الحكم على «الخطأ» إلى احتضان «الإنسان»، ومن التشبث بـ»الحقيقة المطلقة» إلى الانفتاح على «الرحمة».

لقد كان رمزًا للسلام والتسامح، واستوعب الآخر المسلم والمثلي بإنسانية، على اعتبار أن لكل إنسان كرامة روحية. كان ذلك واضحًا بشكل خاص عندما تحدث عن المثلية عام 2013، مشيرًا إلى مغفرة الخطايا، ورافضًا الإدانة، وداعيًا إلى الغفران.

لقد أراد كنيسة رحيمة، تلمس الجراح بدلًا من أن ترفع إصبع الاتهام. وتميّز بعقيدة الرحمة الأخلاقية، مؤمنًا بأن الكنيسة لا يمكن أن تكون ضميرًا عالميًا دون أن تُنصت إلى ضمير كل حضارة وإرثها الإنساني.

لقد أدرك أن «صراع الحضارات» ليس إلا صناعة أيديولوجية خطيرة تؤدي إلى الكراهية، والحروب، والعنصرية. فخاطب العالم ليس بلغة «الآخر العقائدي» كما فعل بعض أسلافه البابويين، بل بلغة «الشريك الأخلاقي»، ناقلًا الفاتيكان من لاهوت التمييز إلى لاهوت الأخوّة، تلك الأخوة التي جسدها بتوقيعه الوثيقة التاريخية مع شيخ الأزهر، العلامة أحمد الطيب.

انتقل البابا فرنسيس من خطاب التبشير إلى خطاب الاعتراف، والتلاقي، والتكامل الإنساني، والقيم الأخلاقية. نبذ العنف، والتطرف، والحروب، وأصحاب رؤوس الأموال والاحتكارات، وناصر الفقراء والمهمشين في العالم.

سلام على روحك، أيها الراعي الرحيم.


مشاهدات 30
الكاتب اورنيلا سكر
أضيف 2025/04/29 - 2:39 PM
آخر تحديث 2025/04/30 - 9:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 543 الشهر 32625 الكلي 10913272
الوقت الآن
الأربعاء 2025/4/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير