الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حواجز بلا نهاية

بواسطة azzaman

حواجز بلا نهاية

مرتضى كاظم الزيدي

 

في بغداد، حيث يمتزج التاريخ بالحاضر، يعيش المواطن تحت وطأة إجراءات أمنية ثقيلة جعلت من عاصمته مدينة شبه عسكرية، تُحاصرها السيطرات ويتحكم في إيقاع حياتها الانتشار الأمني المكثف. فبين الطوابير الطويلة عند نقاط التفتيش والزحام المروري الخانق، بات الأمن نفسه عقبة تعرقل حياة الناس بدلاً من أن يحميها.فلا شك أن الحاجة إلى الاستقرار في بغداد أمر لا يمكن تجاهله، لكن التوسع المفرط في الإجراءات الأمنية جعل المدينة تبدو وكأنها تعيش تحت تهديد دائم. وبينما تؤكد الجهات الرسمية أن العاصمة آمنة، فإن مشهد المدرعات ونقاط التفتيش يوحي بعكس ذلك، وكأن بغداد ساحة معركة غير معلنة. …الشباب.. المتهمون فوق العادة فلا يكاد يمر شاب عبر إحدى نقاط التفتيش دون أن يشعر أنه متهم حتى يثبت العكس. يُوقف الشبان أكثر من غيرهم، ويُطرح عليهم وابل من الأسئلة وكأن وجودهم في مدينتهم مدعاة للريبة. في كثير من الأحيان، تتحول هذه الإيقافات إلى مضايقات غير مبررة، من التدقيق المطوّل في هوياتهم والتفتيش الدقيق لمركباتهم إلى فحص ممتلكاتهم الشخصية، مما يجعل المرور عبر السيطرات تجربة مرهقة نفسيًا. فكيف لشباب يُفترض أن يكونوا عماد المستقبل أن يشعروا أنهم تحت رقابة دائمة وكأنهم مشتبه بهم دائمون؟

فهل بغداد مدينة للعسكر ام عاصمة للجميع؟ اذ لم يعد الانتشار الأمني مقتصرًا على السيطرات، بل أصبح حاضرًا في كل زاوية حتى في الأسواق والجامعات والمناطق السكنية، ما يجعل المواطن يشعر بأنه في مدينة تعيش حالة طوارئ دائمة. الأمن ضرورة، لكن ليس على حساب حرية الناس وكرامتهم. فالحل.. أمنٌ بلا قيود يمكن تحقيق الأمن دون عسكرة الحياة اليومية، عبر اعتماد التكنولوجيا الحديثة، مثل كاميرات المراقبة الذكية والذكاء الاصطناعي،والجهد الاستخباراتي لتقليل الحاجة إلى هذا التواجد العسكري المكثف. فبغداد، التي لطالما كانت رمزًا للحضارة، تستحق أن تكون مدينة نابضة بالحياة، لا مدينة تُحاصرها الحواجز والأسلاك الشائكة.

 

 

 

 

 


مشاهدات 55
الكاتب مرتضى كاظم الزيدي
أضيف 2025/04/28 - 4:40 PM
آخر تحديث 2025/04/30 - 11:45 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 853 الشهر 32935 الكلي 10993582
الوقت الآن
الأربعاء 2025/4/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير