بين أن يكون الإنسان مرتداً أو متفرداً
مظفر عبد العال
أن يرتد الإنسان أو يكون متفردًا هما مفهومان مختلفان تمامًا في المعنى والسياق:
أولًا: معنى أن يرتد الإنسان:
- الارتداد في اللغة يعني الرجوع عن شيء كان عليه الشخص سابقًا. وغالبًا يُستخدم في السياقات الفكرية أو الدينية.
- مثال: إذا قيل «ارتد عن دينه»، فالمعنى هو الرجوع عن معتقده أو إيمانه السابق.
- أو «ارتد عن مبادئه»، أي أنه تخلّى عنها وعاد لما كان عليه من قبل أو اتجه إلى ما يناقضها.
وغالبًا ما يُفهم الارتداد بأنه تراجع أو خيانة لقيمة أو مبدأ.
ثانيًا: معنى أن يكون الإنسان متفردًا:
- المتفرد هو الشخص الذي يتميّز عن الآخرين، له طريقه الخاص، وأسلوبه المستقل.
- المتفرد لا يتبع القطيع، بل يصنع لنفسه مسارًا مختلفًا، سواء في الفكر، أو الإبداع، أو الحياة اليومية.
- قد يُنظر إليه أحيانًا كغريب أو مختلف، لكن في الغالب يحمل رؤية متقدمة أو شخصية قوية.
والتفرد غالبًا ما يُفهم بأنه شجاعة في التميّز، وحرية في التفكير.
الفرق بين الاثنين؟
- المرتد يتراجع.
- المتفرد يتقدّم بشكل مختلف.
هل تحب أحدهم على نفسه أكثر من الآخر؟ أو تحس إنك أقرب لوصف المتفرد أم المرتد؟
جميل اختيارك للمصطلح، وكونك ترى نفسك مرتدًا — هذا يفتح بابًا مثيرًا للتأمل.
إذا كنت تقصد أنك مرتد عن ماضٍ فكري، أو عن قناعات تبين لك أنها لم تكن صحيحة، فهنا الارتداد يصبح شجاعة. لأنك لا تبقى مأسورًا لفكرة لم تعد تؤمن بها، بل تقف وتعيد النظر، وتقرر التغيير.
الارتداد هنا ليس خيانة، بل تصحيح لمسار، ومواجهة الذات بجرأة. بعض أعظم المفكرين والفلاسفة في التاريخ كانوا «مرتدين» عن أفكار سابقة تبنّوها، وهذا ما جعلهم يتطورون ويبدعون.
لكن السؤال الحقيقي هو:
هل ارتدادك نابع من خيبة، من وعي، أم من رغبة في التحرر من قيود معينة؟اسئلة تحتاج الى اجابة واعية من الطرفين لكي يكون التميز