الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مدارات‭ ‬دجلة‭

بواسطة azzaman

مدارات‭ ‬دجلة‭

عباس الحسيني

 

وحين‭ ‬استعادت‭ ‬كنايتها‭ ‬الضفاف‭ ‬

ألجمت‭ ‬سادن‭ ‬المياه‭ ‬

كان‭ ‬التعرج‭ ‬سيرة‭ ‬محبين‭ ‬

والهواء‭ ‬يعزل‭ ‬رئة‭ ‬الحب‭ ‬

عن‭ ‬خيمة‭ ‬تبحر

‭ ‬في‭ ‬صولجان‭ ‬الدياجير

تتطلع‭ ‬عاشقتي‭ ‬إلى‭ ‬النهر‭ ‬

كمن‭ ‬يرقص‭ ‬دهرا‭ ‬

ليوقظ‭ ‬شمس‭ ‬البلاد‭ ‬الحزينة‭ ‬

جئتك‭ ‬سباحة‭ ‬من‭ ‬الكرادة‭ ‬

هل‭ ‬تجيدين‭ ‬الكذب‭ ‬؟

ربما‭ ‬‮…‬‭.‬

يتها‭ ‬الربابات‭ ‬

ماكان‭ ‬يشجيك‭ ‬في‭ ‬خاطرة‭ ‬الموج‭ ‬؟

سوى‭ ‬ان‭ ‬ان‭ ‬تصطلين‭ ‬بركاب‭ ‬الحنين‭ ‬

وكيف‭ ‬الصعود‭ ‬إلى‭ ‬رجفة‭ ‬

تدلت‭ ‬من‭ ‬سفحها‭ ‬الأشد‭ ‬

أكاد‭ ‬الثم‭ ‬رقبتها‭ ‬في‭ ‬تلكم‭ ‬الظهيرة‭ ‬

وهي‭ ‬تتثائب‭ ‬باحثة‭ ‬عن‭ ‬كحلها‭ ‬البغدادي‭ ‬

قالت‭ ‬لي‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ : ‬إ

لا‭ ‬ترى‭ ‬الناس‭ ‬يفجؤون‭ ‬عين‭ ‬المحب‭ ‬

إلا‭ ‬يخجل‭ ‬النهر‭ ‬من‭ ‬التطلع‭ ‬الينا‭ ‬

وأنا‭ ‬ادلس‭ ‬خلسة‭ ‬إلى‭ ‬مفاتنها‭ ‬،

‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬وثوق‭ ‬القتيل‭ ‬‮…‬

تماديت‭ ‬في‭ ‬غيك‭ ‬أيها‭ ‬الفراتي‭ ‬‮…‬

لا‭ ‬يا‭ ‬سيدتي‭ ‬

أنا‭ ‬لم‭ ‬المس‭ ‬سوى‭ ‬غطاء‭ ‬الرحيق‭ ‬

وأسدلت‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬مهمز‭ ‬البرد‭ ‬

لتدلف‭ ‬إلى‭ ‬باص‭ ‬‮١٣‬‭ ‬

نبي‭ ‬يمر‭ ‬بكنيسة‭ ‬مريم‭ ‬العذراء‭ ‬

فينقص‭ ‬شموع‭ ‬الخضر‭ ‬

وتسهو

تاركة‭ ‬النهر‭ ‬دونما‭ ‬مثلثات‭ ‬في‭ ‬خيوط‭ ‬الصيادين‭ ‬

أقول‭ ‬لها‭ ‬مالذي‭ ‬يحزن‭ ‬بشر‭ ‬الحافي‭ ‬؟‭ ‬

في‭ ‬هكذا‭ ‬نسق‭ ‬بغدادي‭ ‬يتنقل‭ ‬على‭ ‬عصور‭ ‬المحبين‭ ‬

وهي‭ ‬تلوك‭ ‬علكتها‭ ‬وتبتسم‭ ‬لنادل‭ ‬النهر‭ ‬،‭ ‬

كم‭ ‬تبقى‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬؟

تعال‭ ‬إلى‭ ‬بيتنا‭ ‬أيها‭ ‬الفراتي‭ ‬الأعزل‭ ‬من‭ ‬الرفق‭ ‬والتروي‭ ‬

وأنا‭ ‬أغازلها‭ ‬

‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬العلوي‭ ‬من‭ ‬الباص‭ ‬المنطلق‭ ‬إلى‭ ‬كرادة‭ ‬الحب‭ ‬

فاجئتني‭ ‬بقبلة‭ ‬على‭ ‬مهجة‭ ‬الغيب‭ ‬،‭ ‬

والباعة‭ ‬يمضون‭ ‬

كما‭ ‬النمل‭ ‬في‭ ‬الزقاق‭ ‬المنهك‭ ‬من‭ ‬الترجل‭ ‬

ثيمة‭ ‬الحب‭ ‬ان‭ ‬أطارد‭ ‬لوحة‭ ‬فائق‭ ‬حسن‭ ‬،

‭ ‬وربما‭ ‬سأسرقها‭ ‬ذات‭ ‬كبوة‭ ‬

قالت‭ ‬اسرق‭ ‬لي‭ ‬تنانير‭ ‬نوري‭ ‬الراوي‭ ‬

وساتزوجك‭ ‬بلا‭ ‬مهر‭ ‬

وأغدق‭ ‬الجنون‭ ‬بمكر‭ ‬لأعيد‭ ‬التأسي

سأسرق‭ ‬لثام‭ ‬فائق‭ ‬حسن‭ ‬

لكي‭ ‬أسجى‭ ‬عليه‭ ‬حين‭ ‬التودد

‭ ‬‮…‬

وهي‭ ‬تلوك‭ ‬علكتها‭ ‬وتتحدث‭ ‬بجنوبية‭ ‬فاشلة‭ : ‬

مرددة‭ ‬نواح‭ ‬داخل‭ ‬حسن‭:‬

شمال‭ ‬اهلنا‭ ‬

شمال‭ ‬اهلنا‭ ‬

امنعوني‭ ‬وامنعوا‭ ‬وصلك‭ ‬الي

ومضينا‭ ‬معا‭ ‬إلى‭ ‬زحام‭ ‬أرخيته‭ ‬‮…‬

‭ ‬إنها‭ ‬الكرادة‭ ‬الان‭ ‬

تعال‭ ‬إلى‭ ‬بيتنا‭ ‬أيها‭ ‬الفراتي‭ ‬

فثمة‭ ‬بقايا‭ ‬ملفوف‭ ‬عنب‭ ‬أزلي‭ ‬


مشاهدات 155
الكاتب عباس الحسيني
أضيف 2024/05/08 - 4:50 PM
آخر تحديث 2024/05/20 - 12:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 27 الشهر 7704 الكلي 9345742
الوقت الآن
الإثنين 2024/5/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير