فاتح عبد السلام
تعليم الأطفال، له خصوصية، مثل شؤونهم الطبية والصحية، مثل العابهم ولهوهم وضحكاتهم، ولايمكن ان نستمر في دمج أوضاع الطفولة في المشهد الحكومي تحت رعاية وزارات شتى منها التربية أو في مناطق واسعة كانت هناك وزارة الهجرة والمهجرين، كون نسب الأطفال في مخيمات النزوح سنوات طويلة كانت مرعبة.
الطفولة تستحق إقامة وزارة خاصة بها، تتبنى كل ما يخص الأطفال، ولعلها تعيد التغذية المدرسية لرياض الأطفال والمدارس.
التعليم الابتدائي هو اللبنة الأساس التي يقوم عليها كل التعليم العالي لاحقاً، ونسبة التعليم الابتدائي كبيرة جدا وتتفوق عدديا على الموجود في المراحل الدراسية المتوسطة والاعدادية. علينا ان نفكر كيف نمنح أساس المجتمع، وبضمنهم المرأة المعنية الأولى بالطفولة الاهتمام الحقيقي، وان نفرد وزارة خاصة لهذا العالم المتشعب باحتياجاته وتفاصيله التي اثبتت التجارب ان وزارة التربية عاجزة عن الإحاطة والرعاية بالطفل في المدينة والارياق والبلدات الصغيرة.
مدارس التعليم الابتدائي بصفوفها وخدماتها ومجالاتها التربوية ونشاطاتها النية والرياضية والعلمية يجب ان تكون بمستوى عال من التأهيل، وان تكون جميع الوزارات ذات الصلة والقريبة من مجالات العناية بالطفولة رافدا أساسيا للاهتمام بالأطفال.
هناك أطفال في ملاجئ الايتام، وهناك أطفال غير ملتحقين بالمدارس وقد بلغوا العاشرة او اكثر من أعمارهم بسبب ظروف اجتماعية وسياسية وحربية، اذ تروي لي سيدة من الانبار قبل أيام انها لم تستطع تسجيل بناتها في المدرسة لعدم حيازتهن هوية الأحوال المدنية، لأسباب الطلاق والخروج من مرحلة داعش ثم ضيق ذات اليد الذي يمنعها من التنقل والإقامة في مدينة أخرى حتى تستكمل اصدار الهويات المطلوبة. هذا مثال واحد له مئات من الاشباه تحت عنوانات ظروف قاهرة أخرى.
تعليم الأطفال ، وطب الأطفال، وتوفير البيئة الاجتماعية المناسبة للأطفال، وتحصين الأطفال من الانحراف تحت ضغوط شتى تعصف بالعراق في خلال عقدين مرّين، هي أولويات للتوجه نحو إقامة حقيبة وزارية ترعى الطفولة، بعيدا قدر المستطاع عن الامراض الاجتماعية المتفشية.
نحن في بلد غني، يجب ان يتمتع كل كل طفل يولد فيه بمنحة من الدولة حتى يبلغ الثامنة عشرة من عمره، كما في دول اوربية كثيرة. ليس ذلك صعبا على بلد نفطي إذا جفف مستنقعات الفساد واتجه للعمل بما يتناسق مع الشعارات المرفوعة.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية