باسم الحرية تدافع واشنطن عن المثلية

خليل ابراهيم العبيدي

صرح ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ، بأن قانون البغاء ومحاربة المثلية الذي أقره البرلمان العراقي ، هو قانون ضد الحرية الشخصية ، وان تطبيق هذا القانون سيعمل على تأخير التنمية الاقتصادية ، ولم يقل هذا الناطق أن المثلية هي عمل ضد الطبيعة الإنسانية ، وان البغاء لم يكن يوما حرية شخصية إنما هو تعد على كل ضوابط وقيم أي هيئة اجتماعية ، ذلك أن الشذوذ هو خرق فاضح للقانون الطبيعي ومخالف لطبيعة الإنسان وخارطة جسده وجمال تكوينه .

أن واشنطن تدس أنفها في أمور الغير وكأنها مسؤولة عن العالم ، وان واشنطن في الوقت الذي تتكلم فيه عن الحرية الشخصية تسمح لشرطتها بقمع مظاهرات جامعة كولومبيا وجامعات عموم الويلايات المتحدة المؤيدة للشعب الفلسطيني والمستنكرة أشد الاستنكار لمقتل المدنيين في غزة على يد الشواذ من جنرالات الجيش الاسرائيلي ، وهي تعلم أن التظاهر هو حرية شخصية في التعبير عن الرأي ، كما أن المتحدث لم يكن ليوضح كيف سيؤثر هذا القانون على التنمية الاقتصادية في العراق . هل سيؤثر توقف عائدات إلبغاء على الاقتصاد  العراقي المتوقف اصلا بإرادة أمريكية ، لا صناعة لا كهرباء منذ الاحتلال .

كنت أعتقد أن الويلايات المتحدة على دراية بطبيعة المجتمع العراقي وخلفيات ثوابته ومكامن كوابحه ، لكن تصريح خارجيتها هذا أوضح للجميع أن واشنطن تعلم القليل عن العراقيين ، وان هذا كان سببا مباشرا وراء فشلها في الإقامة فيه وتنفيذ مخططاتها ، كما فعلت في اليابان وكوريا الجنوبية والان في تايوان ، وأنها أن ظلت تتصرف بهذه العقلية المتشظية ، فإنها اخيرا سترحل كما رحلت بريطانيا العظمى عن مكانها العريقة في الوطن العربي ، وهذا ما يجري هذه الأيام ، والحليم تكفيه إشارة الإبهام .