إجتماع عربي أوربي لوقف الحرب على غزة

عبد الحليم الرهيمي

بينما تنهي الحرب الاسرائيلية العدوانية الشرسه على قطاع غزة وسكانه شهرها السابع ، تتواصل وتتكثف ‏الجهود العربية والدولية وخاصة الاوربية من اجل ارغام اسرائيل على وقف اطلاق النار ووقف الحرب على ‏القطاع بشكل دائم وتمهيد الظروف لمسار سياسي عملي لحل القضية الفلسطينية بالسعي الجاد والفعال لحل ‏الدولتين : دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة الى جانب دولة اسرائيل .. وهذا ما اكد عليه ودعا العالم للعمل ‏على تحقيقه على أرض الواقع ، الاجتماع الذي عقد في 29 مايو – آيار المنصرم في العاصمة السعودية ‏الرياض بين وزراء خارجية وممثلي عدد من الدول العربية وآخرى من الدول الاوربية اذْ حضر من الدول ‏العربية هذا الاجتماع : البحرين ، والجزائر ، والاردن ، والامارات العربية المتحدة ، وجامعة الدول العربية ، ‏وفلسطين ، وقطر ، ومصر .‏

أما من الدول الاوربية فحضر : ممثل الاتحاد الاوربي ، البرتغال ، المانيا ، اسبانيا ، ايرلندا ، وايطاليا ، ‏وبلجيكا (وتركيا ) وسلوفينيا وفرنسا والمملكة المتحدة .‏

هذا الاجتماع المهم ، الذي ناقش باهتمام القضايا الملحة للوضع الفلسطيني الراهن واتخذ بنهايته مجموعة من ‏القرارات الخاصة بذلك حظي بدعم وتأييد رابطة العالم الاسلامي بما صدر عما وصف بـ ( بيان الرياض) من ‏دعوة للعمل وتنفيذ قراراته . واكدت الرابطة في هذا البيان عن دعمها لكافة الجهود الرامية للأعتراف بالدولة ‏الفلسطينية وتطبيق كافة القرارات الاممية في هذا السياق .‏

وبالاضافة لذلك حظيت ايضاً مقررات ذلك الاجتماع بشأن القضية الفلسطينة بأهتمام وتأييد الاجتماع الخاص ‏للمنتدى الاقتصادي الذي عقد في الرياض ايضاً بعد ايام للأجتماع العربي – الاوربي وقراراته ، وكانت احدى ‏القضايا المهمة التي حظيت بالاهتمام هي القضية الفلسطينية بدعوته للوقف الفوري لاطلاق النار الذي تطلقه ‏اسرائيل ضد قطاع غزة واهله وكذلك دعوته لقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة .‏

اهمية كبرى

ومما أضفى على الاجتماع العربي – الاوربي اهمية اكبر هو بدء وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ‏بجولة الى المنطقة بداها بالرياض ثم زيارة عدد آخر من دول الخليج العربي والاردن وتل ابيب ، وقال بلينكن ‏خلال اجتماعه الى قيادات (مجلس التعاون الخليجي) وفي تصريحات صحفية وكذلك في اجتماعه الى القيادة ‏الاسرائيلية انه ، اي بلينكن ( يتبنى الاجماع الدولي النادر الذي تشهد قضية فلسطين ) كما وابلغ اعضاء ‏المجلس خلال اجتماعه معهم (ان الرئيس بايدن طالب اسرائيل باتخاذ اجراءات حقيقية على الصعيد الانساني ‏وحماية المدنيين والعمال ) وتأكيده كذلك على تأييد ادارة بايدن (لاقامة حكومة موحدة تشمل قطاع غزة ‏والضفة الغربية وجزء من القدس – اي القدس الشرقية – وتأكيده ايضاً على ان الفلسطينيين هم من يجب ان ‏يحكموا غزة والضفة واضاف بلينكن اما بالنسبة للقضية الاشمل فقد اكد ( بأن الولايات المتحدة تدعم اقامة ‏دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على حدود عام 1967 مع امكانية اجراء تعديلات على الحدود .. ) ‏

هذه المواقف المهمة و (المتطورة) لموقف الادارة الاميركية في عهد جو بايدن قد لا يعتبرها او لايثق البعض ‏بها ، غير ان السياسة الفلسطينية والعربية الجادة والواعية بأمكانها العمل على دفع الولايات المتحدة الى ‏الالتزام بتنفيذها ، عبر الضغط الجاد والقوي والفعال ضد أسرائيل وخاصة حكومة نتنياهو .‏لم تكن الدعوة للعمل على انجاح المسار السياسي للقضية الفلسطينية وصولاً الى حل الدولتين : فلسطينية الى ‏جنب اسرائيل وليدة تطورات (عملية الاقصى) وما ادت اليه من ارتكاب حكومة الارهابي الدموي بنيامين ‏نتنياهو حربه الدموية ضد غزة ، انما كانت وليدة مؤتمر القمة العربية الذي عقد ببيروت في تشرين الثاني عام ‏‏2002 واتخذ قراراً وافق فيه على اقتراح المملكة السعودية ان يكون هدف التحركات السياسية العربية ومنها ‏اجتماعات الرياض الاخيرة اضافة للفلسطينيين ، ومعهم الدولية للأخذ بهذا الخيار . واذْ مر اكثر من عقدين ‏على ذلك دون تحقيق خطوة واحدة بهذا الاتجاه ، لذلك يأمل المخلصون ان يؤدي لهيب المعارك والعدوان ‏على غزة وشعبها وتحرك ضمائر العالم الى ان تساعد هذه الظروف الى الاخذ بالمسار السياسي والوصول ‏عملياً وفي اقرب الاوقات لحل الدولتين اي باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة المعترف بها دولياً ‏‏.‏