الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المبالغة في نزاهة رجالات العهود السابقة

بواسطة azzaman

المبالغة في نزاهة رجالات العهود السابقة

علاء كرم اللـه

 

بسبب أجواء الفساد التي بذر بذرتها الأمريكان والأنكليز! بعد أحتلالهم الغاشم للعراق والتي صارت فيما بعد أحد في ظواهر حياتنا ومع الأسف، بعد أن نخر الفساد  مفاصل الأنسان ومفاصل الدولة على السواء! ، فصارت كلمة النزاهة وعبارة هذا نزيه تسترعي الأنتباه والتوقف!  وتستهوي العراقيين وكأنها شيء غريب ويأخذهم العجب عند سماعها! ، لأن النزاهة بعد الأحتلال الأمريكي البريطاني للعراق لم يعد لها وجود لدى الكثير من العراقيين سياسيين وغير سياسيين ومع الأسف . أن أكثروأغلب قصص النزاهة  التي تتناولها مواقع التواصل الأجتماعي والتي سمعنا عنها  تتحدث عن نزاهة رجالات العهد الملكي بكل مناصبهم من الملك الى رئيس الوزراء والوزراء والموظفين و و و ، ومن كثرت ما كتب عنهم وعن نزاهتهم في الكثير من المواقف والمواضيع ، جعل البعض يتحفظ! على قصص تلك النزاهة ، ومنهم كاتب السطور! ليس من باب التشكيك بها لا سامح الله ، ولكن بقدر ما نرى فيها من المبالغة التي لا يتقبلها العقل؟! مع كل الأحترام والتقدير والثناء لكل تلك القصص ورجالاتها . وهنا سأسرد 3 قصص عن النزاهة لدى مسؤولي تلك العهود التي مرت وحكمت العراق . القصة الأولى وهي في بداية العهد الجمهوري التي تقول: ((بعد أنبثاق ثورة 14/ تموز/1958 وفي أول تشكيل حكومي ، تم تعيين الدكتورعبد الجبار الجومرد وزيرا للخارجية ، وكان هذا الرجل الى جانب كونه سياسي كان رياضيا وشاعرا وفنان وكاتب! ، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في القانون وكذلك شهادة الدكتوراه في الأدب من جامعة باريس ، وكان عضوا في المجلس النيابي في العهد الملكي، وكذلك عمل في الجامعة العربية ممثلا عن العراق  ، كما تم تعين السيد محمد حديد والد المهندسة المعروفة زها حديد وزيرا للمالية ،  والذي أكمل دراسته في بريطانيا في الأقتصاد والعلوم السياسية وهو يعد من أبرز الأقتصاديين العراقيين وخبيرا بارزا في شؤون الصناعة والتنمية آنذاك ، ( ومن المفيد أن نذكر هنا أن المرحوم محمد حديد هو أول من أقام مصنعا لصناعة غسول الصحون وسماه ( زاهي) تيمنا باسم ابنته زها!) . وكلا الرجلين ( الجومرد وحديد) هم من أهالي الموصل ومن عوائلها المعروفة والكريمة ( يعني مو ولد فكر وكاتلهم الجوع ومزورين شهاداتهم!) ، المهم في الحكاية ، أنهم عندما وصلا بغداد ، واجهوا مشكلة عويصة  وهي السكن! ( وين راح يسكنون وهم وزراء ؟ والثورة هستوها صايرة ؟) فأضطروا الى تأجير غرفة في فندق متواضع أسمه فندق ( جبهة النهر) بالقرب من جسر الأحرار.

نهاية الفرقة

 وفي يوم من الأيام زارهم احد أصدقائهم من أيام الدراسة الثانية وشافهم مخبوصين ديسوون ريوك ! وريوكهم جان ( جاي وكرصة خبز وماعون لبن!) فصديقهم هذا والذي يدعى فاروق  أتعجب من شافهم هيج وكاللهم معقولة يمعودين أنتوا صرتوا وزراء شنو هنا كاعدين بهاية الغرفة التعبانة؟! ، يمعودين متاخذولكم  فد قصر على نهر دجلة وأكعدوا بي! ، فنظروا أليه بأبتسامة وكلوله (أحنا جينا نخدم مو نحكم!) . الى هنا أنتهت القصة . وللتعليق عليها ، أرجو أن يتسع صدر القاريء الكريم وكل محبي رجالات العهد الملكي والعهد الجمهوري وكل محبي النزاهة والأخلاص لما سأقوله وأسأله!؟ : لماذا أستأجروا هذه الغرفة المتواضعة بهذا الفندق البسيط ؟ ولماذا هذا الفطور الفقير؟ فهل كانوا فقراء الى هذا الحد وهذه الدرجة؟ ،( ألم يكونوا موظفين في الدولة ، وتعد رواتبهم من الرواتب العالية في ذلك الوقت ، عندما كان الدينار العراقي يعادل 4 دولارات واللي راتبه 15 دينار هذا ملك زمانه!) ، ونسأل أيضا : لماذا لم يقيموا في فندق بغداد مثلا؟ الذي كان يعد من أحسن وأجمل الفنادق على مستوى الشرق الأوسط  والمطل على نهر دجلة  بنفس مكانه الحالي! ، أليس من اللائق والمناسب أن يقيموا بهذا الفندق بدلا من تلك الغرفة البائسة في ذلك الفندق؟ فهو يليق بهم وبمقامهم ، ثم أنهم بأمكانهم أن يدفعوا أجور الأقامة للفندق من مالهم الشخصي! ، أذا أرادوا أن لا يكلفوا خزينة الدولة ، حفظا لمكانتهم ومقامهم أليس كذلك؟ ، أما أذا كان أختيارهم لفندق (جبهة النهر) ، حتى يكونوا قريبين من مكان عملهم!؟ ، فاعتقد أن العراق في ذلك الوقت كانت فيه سيارات للأجرة ومن أحدث الموديلات! ، وكذلك فيه مكاتب لتأجير السيارات الحديثة ! وبأمكانهم تأجير سيارة تنقلهم من محل أقامتهم الى أماكن عملهم ، وهكذا الى ان تستقر أمور الثورة وأوضاع البلاد ويتم بعد ذلك ترتيب أوضاعهم !؟. أنا هنا لا أشكك في أصل الحكاية وأؤكد على مهنيتهم ونزاهتهم كحال بقية الوزراء ولكن أرى فيها شيء من المبالغة لا سيما أن العراقيين معروفين بمبالغتهم في الذم والمدح!! ، وأيضا هناك (فرق بين النزاهة والبخل!؟) وأنا لا أقصدهم بذلك ولكن صورة حكايتهم ومشاهدها هي من تقول ذلك وتدفع بنا للتعليق عليها !.)).

 


مشاهدات 185
الكاتب علاء كرم اللـه
أضيف 2024/04/29 - 6:37 PM
آخر تحديث 2024/05/16 - 12:35 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 256 الشهر 6259 الكلي 9244297
الوقت الآن
الخميس 2024/5/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير