الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أمّتنا أمة المسبحة

بواسطة azzaman

أمّتنا أمة المسبحة

علي الجنابي

 

السّبحة هي الخرزات التي يعدّ المسبّح بها تسبيحه، وتسمّى كذلك المسبحة.

وكان قد قعد على دكّة في مفضاة رحيبة متفسّحة، تاجر عربيّ حذو امرئ صينيّ ذي صنعة وعيناه مغمضتان غير متفتّحة، فقال التّاجر لقعيده الصّينيّ وهو يحاوره والصّدور وديعة والنّبرات منشرحة؛ «ما هذه المعدّات كأنّها ضباع على الأرض رابضة ومنبطحة»؟  فقال له قعيده وهو يحاوره؛ «هذي مكنات سأتخذ بها مصنعا لإنتاج سجّادات للمصلين وعدّادات لتسبيح المسبّحين أو ما تدعونه «المسبحة»، إذ سأخلق من فضلة الزّجاج وأخرق من بذرة السّدر خرزات المسبحة، وتلك عمليّة تدوير تباركها الطبيعة التي باتت بالتّلوث مترنّحة»، فقال له الجليس؛ أمن فضلة الزّجاج وبذرة السّدر تخلقون لنا خرزات المسبحة!»، قال قعيده؛ «أجل، وهل في ذلك عيب أو جرم نهى عنه ربكم رب النّجمة المصبّحة والزهرة المتقدّحة!»، قال جليسه؛ « كلّا، لا جرم ولا عيب ولا حرج في مسبحة من بذور السّدر مخرّمة مصلّحة، وإنّما عجبي ألّا تصنعوا قلائد للنّساء وتلك هي التّجارة المربحة؟»، فقال قعيده؛ « كلّا جليس، قد كانت قلائد للنّساء تجارة مربحة، لكنّها كسدت بعد ثورة اتصالات جامحة متجنّحة، تعلّمت منها كلّ غادة صناعة القلائد والأقراط بخطوات وافية وموضّحة، وأما سجّادات المصلين وعدّادات المسبّحين فتلك لعمري صنعة في الصّين مهيمنة ومربحة، ولا تغلبها تجارة عطور ولا تجارة طائرات نفاثة أو بمروحة، ولا حتّى تجارة السّيجار وصناعة المقدحة»، فقال جليسه؛ «أولستم بربّ المسبّحين كافرين، فعلام الولوج في فضاء صناعة وتجارة المسبحة!». قال قعيده وقد بدا عليه التأفّف ممّا يهذي به جليسه من مسائل متأرجحة ماسخة غير مملّحة؛ « نلجها يا جليس لأنّ السّوق أوجبها علينا برؤى ثاقبة محسوبة ومصحصحة، فكلّ تجارة تحور وتبور ما خلا تجارة المسبحة، فتلك تجارة رهينة التسبيح لأمّة تلهج به مادام على الأرض فضلة من زجاج وبذرة من سدر مكوّرة غير ملقّحة»، ثم أردف القعيد بأوه وهو يشاوره؛   «ما ظنّك يا جليس بأمة من كلّ عمل تراها متولّية ومتسرّحة، وفي كلّ خوض نراها متفتّحة متجنّحة، لكنّها ما فتأت تلهج بالدّعاء وعن متكئ التّسبيح غير متزحزحة، ماذا يبتغون من وراء تسبيحهم من ربّهم ربّ الثّمرة المتقدّحة؟». فبهت الجليس وردّ بجفون مسبلة وبنبرات متسطّحة؛ « لا ريب يا ذا مغمضة غير متفتّحة، انّهم يبتغون من ربهم رب الشعرى وربّ نملة بين العشب مترنّحة، أن يهديهم لأنوار من علوم مهيمنة ومكتسحة، كي يصنعوا منها مكنات المسبحة». ثمّ.. أقبلت مركبة الإسعاف مسرعة ومتكحكحة، كي تقلّ القعيد ذا المغمضتين لأقرب حجرة إنعاش مطهّرة وعن اللغو مترشّحة.

سبّحوا يا بني قومي بكرة وأصيلا بشفاه مدندنة ومتقرّحة، ولك الله يا أقصى هو ربّ الشّعرى، وهو ربّ حبّات سدرة المسبحة.

 

 

 


مشاهدات 258
الكاتب علي الجنابي
أضيف 2024/04/22 - 6:17 PM
آخر تحديث 2024/05/14 - 6:48 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 125 الشهر 5307 الكلي 9243345
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/5/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير