الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التسوّل بين تجدّد الظاهرة والحلول المقترحة

بواسطة azzaman

التسوّل بين تجدّد الظاهرة والحلول المقترحة

مارد عبد الحسن الحسون    

 

يتطلب الحديث عن التسول الان المرور بعدد من المؤشرات  وإلافأننا نكون بعيدين عن الحقيقة او كمن ينفخ في قربة مثقوبة ، ولكي اتبين معكم ذلك اشير الى ان الحديث عن التسول  والاملاحقات الاعلامية والثقافية له لم تتوقف في يوم من الايام ، ومثل الاجراءات التي أتخذت لمواجهة ظاهرة التسول في الغارات التي شنتها الشرطة عشرات المرات واستطاعت ان تلقي القبض على متسولين وتنسق في ذلك مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من اجل تأمين حياة لهؤلاء المتشردين ، ولكنك تجدهم بعد ذلك في الشوارع وهم يحاولون ان يظهروا بأتعس صورة البؤس والحاجة والعوز مع مفردات محزنة عن احوالهم.

صورة واقعية

وهكذا اقول أن هذه الظاهرة الاجتماعية السيئة تتجدد وتتوالد وتنتشر ويتسع انتشارها بالرغم من كل تلك الاجراءات التي اتخذت ولاعطاء صورة واقعية عن ذلك فما عليك إلا ان تلقي النظرة على ما يحيطك سواء  ان كنت في الشارع أو امام واجهة احد المولات اوعند تقاطع طرق او حين تهم بركوب سيارة أو امام المستشفيات والجوامع او امام المقامات الدينية

أن هذا الانتشار الفظيع للمتسولين في بغداد وفي مدن عراقية اخرى قد تحول الى ظاهرة ( أميبية ) تنشطر وتتوالد بطريقة لايمكن لأي أحد أن يستطيع حجبها ، وأستطيع أن اضيف هنا أن المتسولين وجدوا واجهات المضايف والدواوين محطات دسمة لهم وبذلك لم تسلم المناطق العشائرية من وجودهم ، وتعزيزأ للحقيقة أقول أن هناك العديد من اصحاب الحاجة  الذين ينبغي أن نبادر الى مساعدتهم  والامتناع عن الانقطاع  عنهم تجسيدأ لقوله تعالى (فأما ألسائل فلاا تنهر ).

 أذأ هي هي معضلة ان تبرز بين متسول صاحب حاجة حقيـــــــــقية ومتسول أخر وجد في تسوله مهنة مريحة في كل الحسابات ولتأكيد ذلك اقول ان هناك صراعات و خصومات بين المتسولين في اختيار هذا  الموقع أو ذلك لانه محطة لمرور العديد من المارة .

 خاصة وان بعض المتسولين يملكون معلومات دقيقة عن المناطق الاكثر ربحأ وهي تباع وتشترى بين المتسولين ، هناك معلومات اخرى لا استطيع الجزم بصحتها ولكن العديد من المواطنين يتداولون الحديث عنها بالقول ان وراء بعض المتسولين ادارات منظمة وهم يديرون هذه التجارة بالمزيد من البراعة ، كما يهمني ان اشير ان هناك العديد من المتسولين والمتسولات  الذين هم نتاج حركة التهجير والنزوح قسرأ بسبب الجرائم الارهابية ، غير ان البعض من المتسولين يدعون انهم مهجرين  وهم في الحقيقة لم يغادروا مناطقهم  وللتوضيح أقول ان المتسولين من حيث العدد لايمكن ان تستطيع ان تعطي رقمأ  به لان الوضع العام  صالح لانتاج متسولين جدد ، وحسب صديق لي قال واصفأ التسول بأنها التجارة الوحيدة التي لاتحتاج رأس مال كبير ! أمام ما أشرت اليه كيف لنا ان نواجه هذه الظاهرة وهل نستطيع ان نقول بأن بالامكان ان لايكون هناك متسول واحدأ  في العراق ، الاجابة على ذلك على هذه الاسئلة تستدعي مايلي : -                أولأ :- أن التنمية ومتابعة حقوق الفقراء والمعوزين  بتأمين معاشات شهرية لهم هي احد الحلول الاساسية التي ينبغي ان تتوسع بها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على وفق الخطة التي تعتمدها الان واثبات نجاحها النسبي بعد عدة خطط فاشلة سابقة خلال السنوات القليلة الماضية

ثانيأ :- ان تكون الاجراءات التي تلاحق المتسولين اجراءات  متواصلة وليست اجراءات موسمية ، كما ان من الضروري ان يكون الحسم في ذلك من خلال تأمين مراكز مأوى للفقراء والمعوزين الذين يتخذون من الشوارع والساحات منازل لهم.        ثالثأ :- أن يكون هناك حسم حقيقي من قبل الشرطة والبلديات في منع اي متسول من الاقامة في أحد اركان الشوارع والساحات بالزعم ان لا مكان له ، مع العلم ان بعض المتسولين والمتسولات يختارون اماكن فيها حركة المرور واسعة  جدأ .                                      

رابعأ :-ان تتولى الجمعيات الخيرية المسؤولية الى جانب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والجهات الامنية في تأمين مراكز ايواء ومعيشة للفقراء والمعوزين الحقيقين وان تكون هناك ميزانيات لها وان يتولى مسؤوليتها مواطنون يتمتعون بشرف النزاهة ونظافة اليد .                                      خامسأ :- ان محاربة التسول لايمكن ان تنجح وتكون اجراءات  صحيحة وعادلة ومنصفة إلا من خلال ان تكون هناك إجراءات اجتماعية على درجة من الدقة في مواجهة الظاهرة ، وانني في هذه المناسبة ادعو ان تتولى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية  اضافة الى مالديها من اجراءات في هذا الصدد الدعوة الى عقد مؤتمر في الاجابة على السؤال كيف لنا ان نواجه  ظاهرة التسول بدون المساس بكرامة الفقراء والمعوزين ، انها معادلة صعبة ولكن تطبيقها ممكن .

 

 


مشاهدات 125
الكاتب مارد عبد الحسن الحسون    
أضيف 2024/04/22 - 6:09 PM
آخر تحديث 2024/05/14 - 1:16 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 40 الشهر 5651 الكلي 9243689
الوقت الآن
الأربعاء 2024/5/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير