الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هكذا برهن علي بن أبي طالب (ع).. الموت أهون من معاشرة الجهلة والمنتفعين والخاضعين

بواسطة azzaman

هكذا برهن علي بن أبي طالب (ع).. الموت أهون من معاشرة الجهلة والمنتفعين والخاضعين

 

احسان باشي العتابي

 

المنطق العقلي محترم،في كل زمان ومكان،وان اختلفت صوره ،ووجوهه، وتوجهاته،لانه ببساطة شديدة، قائد اوحد لمن اتخذوه طريقاً ،لانه في النهاية، لا يصح من كل طرح الا الصحيح؛ ومن المؤكد،يبقى شرف المحاولات محترماً بين الجميع،شريطة انه لا يخرج عن دائرة المنطق العقلي ،فلولا تلك المحاولات والتجارب،والسعي نحو الافضل،لما استطاع الانسان تبني موضوع المفاضلة بين كل شيء.

وكي لا ابتعد كثيرا عن جوهر القضية التي بصدد طرحها،ساحاول الاختصار جهد الامكان،للدخول بلا اي تكثيف بتبيان ما آود طرحه ،لكن لابد من التنويه لشيء في غاية الاهمية، وهو انه لا ينظر البعض ،وربما الاغلب، للموضوع من زاوية ضيقة جداً كما قد يبدو،لاني ساطرح القضية وفق ميزان العقل والمنطق.

سوف اتناول، بل واتبنى، عقيدة ان الذين بعثهم الرب ،مبشرين ،ومنذرين ،عارفين بكل شاردة وواردة، منذ نشأت الخليقة ،وربما الكون بمجمله حتى نهايته، بامر المرسل لهم بطبيعة الحال وهو الله ، وكل منهم بحسب استحقاقه، وهنا ، سوف اتناول وبلا اي مقدمات ،شخصية علي بن ابي طالب-ع-،التي هي لب الطرح كما سيتبين لاحقاً.

صحة الحديث

حديث دائماً ما ترويه وتتناقله، شريحة اجتماعية،ممن يؤمنون بامامة علي ابن ابي طالب-ع- وغيرها كذلك من طوائف الاسلام ،لكن بدرجة مختلفة نوعاً ما، والذي ورد فيه» انا مدينة العلم وعلي بابها،فمن اراد المدينة فاليتها من بابها»، وبعيداً عن الخوض ،بتفاصيل قد تبعدنا ،عن جوهر القضية المراد إيضاحها ،سوف اسلم بصحة الحديث مئة بالمئة،وانه لا شيء بعيد عن قدرة الله،بانه يهب قدرات وامكانيات لاحد خلقه، تفوق جميع الذين من حوله، لاجل غاية وربما غايات كثيرة، هو اعلم بها،حتى مع فرضية كونه دون درجة النبوة.

كما تبين لك عزيزي القارئ المحترم ،من خلال الطرح، اني سلمت بصحة ذلك الحديث، بغية التسلسل بتفاصيل البحث ، من اجل الوصول للنتيجة المرجوة،وتسليمي لا بالضرورة، أني مؤمن به ،كايمان تلك الشريحة موضوع الطرح ،فلكل منا توجهاته، و قناعاته الشخصية.

ان الذي نسمعه ونراه من اولئك المومنين بامامة علي بن ابي طالب-ع-وتحديداً «الذين يتقلدون ارتداء العمامة» وللانصاف ليس جميعهم، قد فاق المنطق بكل شيء، فالواقع اثبت ،وما زال يثبت، انهم يحاولون إقناع الشريحة المجتمعية، التي تشاطرهم  الايمان بامامة علي-ع-، انهم هم اليوم، يمتلكون تلك الامكانيات، المعطاة من قبل الله لعلي بن ابي طالب!!! وانهم هم اليوم، باب مدينة علم الرسول-ص- للمؤمنين بنبوته،!!! لهذا نلاحظهم، يتصدون لكل شاردة وواردة، مهما كانت صغيرة، فضلاً عما إذا كانت كبيرة، فيبتون فيها بأراهم ،متخذين قول القرآن» لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى» وكذلك الحديث «الراد عليه كالراد على الله»، حجتين لاقناع أفراد المجتمع،بانهم بمنزلة ذلك الرجل الذي خلده التاريخ،من جراء رجاحة عقله، ورفعة اخلاقه،حتى تجاه مخالفيه.

وكما نوهت انفاً ،بأن واقعهم بخصوص هذه الجزئية الحساسة والخطيرة بذات الوقت،يثبت صحة تحليلي،وللاسف عملياً نجحوا بتفوق، حتى فاقوا درجة تأثير علي بن ابي طالب- ع-،انذاك في مجتمعه، بخصوص تلك الجزئية!!!

والشواهد كثيرة، التي تثبت صحة تحليلي، لما يسعون اليه مع ابناء المجتمع، ولكن سأكتفي بطرح قضية واحدة، لانها تمس حياة الانسان ،كونه أغلى مافي الوجود الذي خلقه الله،والتي لمسناها لمس اليد، من قبل بعض أولئك ،ممن ارتدى العمامة، والتي تخص تلك الجزئية محور البحث، التي يدفعون المجتمع باتجاه تصديقها بل والإيمان بها مطلقاً، فحينما اجتاح وباء كورونا العراق حينها، اخذوا يفتون بشرعية الزيارات ،رغم منع الجهات ذات الاختصاص والعلاقة لها،حفاظاً على حياة الأفراد من وباء اطاح بدول عظمى رغم كل ما تمتلكه من امكانيات تستطيع مواجهة هكذا قضية خطرة.

بل ان البعض منهم استغل الجائحة آنذاك طائفياً بقوله لبعض الجالسين تحت منبره»ان الشريحة المسلمة.. في المنطقة..

مستغربة من الموالين لعلي ابن ابي طالب! ان الجائحة لم تصبهم بسوء اطلاقاً! ويكمل لهم فاوصلنا لهم كلامنا هذا انه»كله ببركة توجيهات.. بزيارة الحسين»! رغم انها طالتهم كالبقية ناهينا عن إصابة الكثير منهم ببعض الأمراض التي أدت إلى وفاتهم شأنهم شأن اي إنسان آخر لا يرتدي العمامة « المضحك المبكي بالموضوع ان الكثير منهم طالته الجائحة ورقدوا في مراكز اعدت خصيصاً لهذا الغرض  وفيهم من توفي على اثرها حتى من خارج العراق!!! وتناسوا أولئك ومن صدق بهم ،ان علي بن ابي طالب-ع-احتاج لخبرة الطبيب،من اجل علاجه،ولم يصرح يوماً انه يتكفل بكل ما يحتاجه لاستمرارية حياته الدنيا كأنسان.

مكانة الانسان

للاسف الموضوع على ما هو فيه يضم غيره الكثير الكثير مما طرحته،لكن لابد ان تكن له نهاية فيها بصيص امل تضع النقاط على الحروف،والا من غير المنطقي ابقى اسرد بتفاصيل وبستطاعة اي انسان وللحظة واحدة ان يفكر بعقله متجرداً، من اي تبعية ان يلمس كل ما طرحته انا من ادلة تبطل توجه اولئك البعض الذين تزينوا بزي الدين زوراً وبهتانا، ولا يفوتني ان اذكر حديثاً لعلي-ع- يبين فيها مكانة الانسان من خلال الاحتكام  للعقل حيث قال»يستدل على عقل كل امرئ  بما يجري على لسانه»وهذا الحديث مجرداً يكفي لحاله، ان يفند اباطيل وخزعبلات اولئك البعض،ممن ارتدو العمة لغير مبتغاها الحقيقي.

بل غايتهم تصوير انفسهم انهم اليوم يمثلون  ذلك'الباب الذي منه يؤتى نبي الاسلام محمد-ص- والذي بدوره هو باب الله لانهم يمتلكون تلك الامكانيات التي اعطيت لعلي ابن ابي طالب من قبل الخالق ومن بينها معرفتهم بكل شيء تحتاجه الحياة، وانهم يمتلكون الحلول لكل ما من شأنه يعيق مسيرة الانسان في الحياة الدنيا،فنقطة الخلاف هذه،جوهرية ولا يستهان بها،لانها تنافي منطق العقل،فالحياة  ببساطة ووفق طبيعة مجرياتها تكاملية.

اي ان كل ما فيها يكمل الاخر مهما كان ذلك الاخر بسيطاً،سواء ما موجود بالطبيعة او الذي يملكه الانسان ويقدمه للاخر،فمن غير الممكن والمنطقي،ان الانسان يكون هو محور لذاته بكل ما يحتاج اليه في تفاصيل حياته وهذا للاسف ما يحاول اولئك البعض ممن تزينوا بزي الدين اقناع الاخرين به كما بينته سلفاً.

ومن اجل كل ما تقدم فان صراع اهل العقل والحكمة والاخلاق الرفيعة والعلم والدراية بجميع مستوياتهم وتوجهاتهم في كل زمان ومكان يبدوا واحد لا يتجزا حتى وان اختلفت أسماءهم وعناوينهم وقدراتهم بالذي يملكوه من إمكانيات لانهم بالنتيجة يسعون للخلاص من مجتمع يملئه الجهل والنفعية والرضوخ على حد سواء حتى وان كان طريق الخلاص هو «الموت!!!» لهذا اعزوا سبب صرخة علي بن ابي طالب-ع-حينما نال منه سيف بن ملجم المرادي «فزت ورب الكعبة» يقصد انه فاز بفراق ذلك المجتمع السيء جداً باغلبيته رغم اني أتحفظ على تفاصيل كثيرة تخص رواية استهدافه بغية تصفيته جسدياً.

 


مشاهدات 177
الكاتب احسان باشي العتابي
أضيف 2024/04/05 - 11:24 PM
آخر تحديث 2024/05/18 - 10:52 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 427 الشهر 7230 الكلي 9345268
الوقت الآن
السبت 2024/5/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير