الكفاءات العلمية ثروة وطنية
محمد مجيد الدليمي
في جلسة دردشة , جمعتنا مع بعض الاصدقاء في مقهى بغدادي شعبي , دار الحديث عن هموم الحاضر والحالات السلبية التي تظهر بين الحين والاخر , جراء الاوضاع الراهنة , تطرقنا الى موضوع هجرة بعض الكفاءات العلمية العراقية الى الخارج , من علماء و اطباء ومهندسين واكاديمين , للعمل في دول الجوار او في دول اوربا وامريكا .
وخلال الحديث عن ذلك , علق احد الاخوة الجلساء قائلا : ان هناك اسباب لهجرة بعض العقول والنخب العلمية المبدعة , وان على الدولة والحكومة ان تولي اهتماما كبيرا في معرفة حقيقة تلك الاسباب , وان تضع الحلول الجدية الناجعة لمعالجتها والحد منها , لان الكفاءات العلمية والعقول المبدعة , تعد ثروة وطنية لاتقدر بثمن , وان هجرتها , تشكل خسارة كبيرة جدا تؤثر على الاقتصاد والتنمية في البلاد وعلى عملية بناء العراق وتطوره ومستقبله 000
ثم شارك احد الجلساء بحديث طريف قائلا : كلما سمعنا بموضوع هجرة الكفاءات والعقول العلمية , تذكرنا الاغنية العراقية الشهيرة للمطرب الكبير الراحل محمد كريم و تلحين الفنان الكبير احمد الخليل( رحمه الله) والتي تقول كلماتها :
انا الربيت والغيري يصيرون
انا الضحيت يا ساعة يحنون
عذبني هواهم ما احمل جفاهم
بعد هيهات ياقلبي يعودون
انا البيت ولغيري يصيرون
ويضيف ان هذة الاغنية الاصيلة الجميلة , عندما نسمعها تجعلنا نصف العراق مثل الاب الذي له اولاد رباهم وتعب عليهم ولما كبروا واصبحوا رجال تركوا والدهم وحيدا فريدا وهو بحاجة اليهم , خاصة بعد ما تقدم به العمر وهاجمته امراض العصر , فالعراق الذي مر بمحن وكوارث حروب واحنلال وحصارات اقنصادية وازمات سياسية , بحاجة اليوم الى ابناءه الشباب من الكوادر والنخب العلمية المبدعة الذين تعلموا في مدارسه وتخرجوا في كلياته , ثم سخروا علمهم وخبرتهم العلمية في خدمة الغير , ان يعودوا للوطن للمشاركة العملية في بناء العراق وتطوره بعد ان تتهيا لهم البيئة الامنة المناسبة التي تلبي طموحهم وامانيهم 0 اخيرا وليس اخرا , ندعوا الدولة والحكومة ان تعي ذلك وان تتدارس اسباب هجرة العقول العلمية وان تسارع الى معالجة هذة المعظلة الخطيرة , لان وطننا بحاجة الى تلك العقول والنخب صاحبة الخبرة العلمية والمهنية للمساهمة في حملة الاعمار والبناء التي يشهدها العراق في الوقت الحاضر.