خبراء في القانون والإعلام يناقشون  تنظيم المحتوى الرقمي ومواجهة مخاطره

النجف - سعدون الجابري

نظم قسم الاعلام بمعهد العلمين للدراسات العليا، في النجف، ندوة علمية بعنوان تنظيم المحتوى الإعلامي الرقمي، والتي شارك فيها القاضي كاظم عبد جاسم الزيدي، ورئيس قسم الاعلام في المعهد، احمد عبد المجيد. وادار الجلسة التدريسي في قسم الاعلام صفد الشمري، بحضور عميد المعهد زيد العكيلي، وجمع من أساتذة القانون والاعلام، وطلبة الاعلام والعلوم السياسية والدبلوم العالي في الانتخابات والحكم الرشيد. واشار الشمري في مستهل الندوة الى (مناقشة محورين رئيسيين، الأول يتناول متطلبات تنظيم المحتوى الرقمي، والثاني يبحث اثار التنظيم ومبرراته، متحدثاً عن اتجاه العراق عبر المؤسسات المعنية فيه نحو تنظيم المحتوى الإعلامي الرقمي، وعبر مجموعة من اللوائح لها صفة الإلزام)، بدوره تحدث الزيدي عن (الاعتبارات التي يأخذها القانون عندما ينظم حالة معينة)، مبيناً ان (القانون المعمول به حالياً هو رقم 111 لعام 1969، والذي تم اقراره قبل 55 عاماً)، واضاف ان (التطورات العلمية والتكنولوجية الحاصلة، وظهور منصات التواصل الرقمية بإشكالها تفرض سن قانون لجرائم المعلوماتية)، مردفاً بالقول ان (القانون 111 ليس فيه تشريعات تتعلق بالمحتوى الرقمي)، ولفت الى (تكييف بعض المواد القانونية للتعامل مع قضايا الابتزاز الالكتروني والتشهير والمحتوى الهابط)، وشدّد الزيدي على (وجود معالجات حقيقية تلبّي الحاجة في مواجهة الظواهر السلبية، مع استخدام الفضاء الرقمي عبر تشريعات قانونية تعالج تلك الحالات).

تقنيات ناشئة

من جانبه، ركز عبد المجيد في ورقته  على (كيفية معالجة الاثار السلبية لنمو التقنيات الناشئة ومنها الاعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، متطرقاً الى القلق والحذر من الاستخدام المفرط لهذه التقنية، واثارها السلبية على المجتمع، كما بين جهود الأمم المتحدة لمعالجة الانتشار الواسع للتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي من جهة، والفجوة الرقمية بين الشمال والجنوب من جهة أخرى)، منوهاً الى ان (جهود الأمم المتحدة تصطدم بعقبتين، الأولى الكلفة المالية العالية، والثانية اتساع حجم الفجوة بمرور الوقت)، وذكر خلال حديثه (ابرز المخاطر المرتبطة بالمحتوى الرقمي ومنها ارتفاع مناسيب التضليل والتزوير الصوري والصوتي، السطو على الوظائف في مختلف القطاعات، تقويض السلطات)، وختم بالقول ان (الحل يكمن في إيجاد توازن بين التنظيم وترك الأمور تجري على طبيعتها، وعلى يد كفاءات تدير هذه المعادلة، والى وعي مجتمعي، داعياً الى استعارة التجربة الصينية في مواجهة مخاطر المحتوى الرقمي عبر إصلاحات في منظومة العلوم والتكنلوجيا والتعليم وإدارة المواهب). وفي الختام أجاب المحاضران على جملة من الأسئلة المطروحة خلال الندوة لعدد من الاساتذة والطلبة.