الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المهمة الإستشارية.. فرص لتعزيز المؤسسات ودعم قدرتها التنفيذية

بواسطة azzaman

المهمة الإستشارية.. فرص لتعزيز المؤسسات ودعم قدرتها التنفيذية

مارد عبد الحسن الحسون

 

هناك اكثر من مفهوم لتعريف المسؤولية الاستشارية ولكن جميعها ترى في هذه المسؤولية الواجب الأساسي في أية مؤسسة خاصة إذا ارتبطت مهماتها بإنتاج الأفكار والخطط للحاضر والمستقبل ، ومع ان هذه الوظيفة مع الأسف تخضع في بعض الأحيان للاعتبارات الشخصية وتقع تحت طائلة تكوين الحاشيات لهذا المسؤول أو ذاك ، وهكذا فإن مانشاهد اليوم من وجود عدد كبير من المستشارين لايمثل في حقيقة الأمر الوجه الصحيح للمسؤولية الاستشارية إذ ان بعض المسؤولين يلجأون إلى تعين أشخاص معينين كمستشارين لهم على حساب قيمة هذه الوظيفة التي يجب من يتولاها أن يكون برؤية أستشارية فعلية وبذلك من حقه أن يملأ المؤسسة التي هو فيها، وبقدر ماتكون المسؤولية الاستشارية اختصاصية في اعلى درجات الاختصاص فإنها بالتأكيد تحقق الكثير من الإنجاز لصالح هذا الموضوع أو ذاك ولذلك نجد تعابير أكاديمية أو مهنية كأن نقول المهندس الاستشاري أو الطبيب الاستشاري أو المحامي الاستشاري وبمعنى مضاف أن هؤلاء وصلوا الى مرتبة عالية من الفهــــــم والاستيعاب والمعلوماتية والرؤية الثاقبة في المهنة التي يتـــــولون تقديم الاستشارة فيها ، والسؤال هنا ما الذي ينبغي أن يتوفر في العقل الاستشاري - أولا: لابد أن يكون على دراية واسعة في الوظيــــــفة التي تم وضعه فيها وبمعنى مضاف أن يلم المامأ موضوعيأ بما يجري حوله وتلك هي القاعدة الأساسية لعمل المستشار .

عقل استشاري

ثانيأ: أن لايبقى ضمن دائرة المعلومات والحقائق التي يملكها بل عليه أن يطور نفسه ويتابع ما يجري ويضيف معارف جديدة الى معارفه السابقة وبذلك يتكون لديه خزين مهم من المعارف في الاختصاص ألذي هو فيه لكي يكون قدوة للآخرين ومن الأمثلة على ذلك أن الطبيب الاستشاري يكون ملجأ للأطباء المقيمين أالذين تولوا مهنة الطب حديثأ حيث يقصدونه لاستشارته في هذه القضـــــــــــــية أو تلك وإذا كان الطبيب أو المهندس أو المحامي الاستشاريين يتولون مسؤولياتهم من خلال الفحص الدقيق لما حاصل وما هو مطلوب فان الاستشاري في المهمات السياسية والاجتماعية والمالية والمدنية وغيرها يتطلب الموقف منه ان يكون على درجة عالية من الوعي والإلمام بموضوع استشارته.ثالثأ: ليس من نجاح للمستشار في أية قضية من القضايا التي يتولاها إذا كان ينتظر ان تحال اليه قضايا للبت بها فبهذا يكون عمله رتيبا بانتظار ان تحال اليه ملفات معينة يدرسها ويعطي رأيه الاستشاري فيها . بل المطلوب ان يتجاوز هذا الحيز الإداري المرسوم له بما يجعله راصدأ لسير العمل منبهأ للأخطاء قبل وقوعها وأن يكون صاحب مبادرات لتطوير العمل أو اي نشاط إذ عليه أن يقدم بين الحين والآخر قراءة موضـــــوعية لما يجري في المؤسسة التي يعمل بها وبذلك يكـــــون قد سبق الموظفين التقليدين في التبيه للأخطاء قبل وقوعها ومن القوة للمستشار ان يكون لديه استقراء لكل الاحتمالات وان ينبه الى المخاطر وعندها يكون عمله عملأ وقائيأ بالدرجة الأساس وليس علاجيأ وهـــــذه من مميزات صحة الوظيــــــــفة في كل الأحوال ويقينأ تظل مسؤولية المستشار في مجلس النواب أوفي مجلس الوزراء أو في رئاسة الجمهورية أو في أي مؤسسة من المؤسسات تظل مسؤولية متقدمة في عرض التوجهات المطلوبة وحسب معلوماتي المتواضعة أن العديد من المؤسسات والشركات الناجحة التي اثبتت قدرة في الميدان هي التي لاتفرط بموظفـــــيها السابقين بعد إحالتهم إلى التقاعد وهذا من انجح الوسائل للحفاظ على الخبرة والتمرس والقــــدرة الفذة إذ كل مؤسسة من هذه المؤسسات الناجحة تضمن لها هيئة استشارية ليس في ان يكون عددها كبير وإنما ان تختار من انجح وأكـــــفأ موظفـــــيها السابقين لأن يكونوا مستشارين فيها في إطار عمل تطوعي بدون راتب ، وختامأ فإن قيـــــمة الوظيـــــــــــفة الاستشارية تنطلق أصلأ من نص القرأن لقوله تعالى [ وأمرهم شورى بينهم ] ولذلك فأن من الأساسي أن يعاد تقييم وظيـــــــــــــفة المســــــــــتشارين على الأسس التي تجعل من هذه الوظيفة مصدرأ من مصادر نجاح المؤسسة وتطورها وإضافاتها النوعية.


مشاهدات 182
الكاتب مارد عبد الحسن الحسون
أضيف 2024/02/25 - 4:49 PM
آخر تحديث 2024/05/11 - 11:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 343 الشهر 4679 الكلي 9242717
الوقت الآن
الأحد 2024/5/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير