متى يشيخ الفساد في العراق ويموت ؟

صلاح الربيعي

الزمن هو نفس الزمن ولكنه يتقدم تأريخيا فقط وهذه حقيقة الهية كونية علمية ثابتة حيث لم  يتغير تعاقب الليل ولا النهار ولا الشمس ولا القمر  منذ بدء الكون ولحد الان والى حين مايأذن الله بتغيير ذلك  بل الذي تغير هو السلوك لدى البشر بحيث اخذ بالترد ِ  والانحدار رغم التقدم العلمي او الحضاري الذي وصلت اليه الامم خلال السنوات الماضية وقد  لاتقاس الانسانية من خلال التكنولوجيا والعلوم  وانما تقاس من خلال السلوك الانساني السوي الذي اراده الله عز وجل للبشر ومادون ذلك فان مايجري اليوم هو انحدار شديد في كل مجريات المنظومة الانسانية والاخلاقية بحيث انقلبت الموازين حتى اصبحت تتجه لصالح الفساد والفاسدين والمفسدين والجهلة والمنحرفين بحيث اصبح المجتمع وبشكل واسع ومؤسف يحترم تلك النماذج البائسة التافهة ويجعل لها مكانة متقدمة بين الناس مما اجبر ذلك الخيرين القلة بأن يتنحوا جانبا خشية ان يتلثوا بسلوك وأدران  تلك النماذج الشاذة عن الانسانية واذا اردنا التشخيص فعلينا التحدث بشجاعة ونشير الى الفساد الذي اصاب العراق منذ بداية الاحتلال ولحد الان وكأن هذا الفساد لايريد ان يشيخ في العراق  بل يحاول اصحابه وكباره بأن يتواصل فتياً شاباً ويتمدد ويقاوم في البقاء قدر الامكان لكي لايموت وبهذا وللاسف فقد اصبح اهل الفساد هم اصحاب المكانة العالية في المجتمع الذي يتوجب عليه نبذ هؤلاء وعدم التعامل معهم باي حال من الاحوال واذا  ما تم تجاهل هذا الحال وعدم محاربته سيجعل  الفاسدين يظنون انفسهم بأنهم اخيار المجتمع وليسوا حثالته  وهنا تكمن العلة وهنا تقع المسئولية على المجتمع الذي يتوجب عليه اعادة النظر في تعامله مع هولاء النماذج من الفاسدين والا سنقرأ على البلد السلام وبعد الحال المؤلم  الذي وصل اليه العراق على يد الامعات والنكرات من ادعياء السياسة  اخذ الشعب متسائلا  متى يأتي اليوم الذي يشيخ فيه الفساد ويموت في بلد انهكته عاديات الزمن ونالت من قيمه الانسانية والاخلاقية السامية التي تميز بها من بين كل الشعوب على الارض ؟؟

ومتى ينال الشعب حريته وينعم بخيراته كبقية خلق الله على الارض ؟