سحر الأصيل مذيعة تلفزيون العراق القادمة من كربلاء: شروط العمل الإذاعي صعبة تتصدّرها اللغة والثقافة

الموصل - هدير الجبوري

سمراء, جميلة, طموحة ,ملامحها المميزة كانت سر نجاحها وجاذبيتها, أكملت دراستها ولغاية انتهاء الاعدادية في كربلاء التي ولدت ونشأت فيها وكان حلمها ككل طالبة أن يتم قبولها في الجامعة والكلية التي تتناسب مع معدلها الدراسي لكن حبها للاعلام قطع عليها هذا الحلم في سن الثامنة عشر فكيف بدأت حكاية سحر محمد علي التي أصبحت إحدى مذيعات تلفزيون العراق ولقبت بأسم ( سحر الأصيل) هذا ماأخبرتنا به في الحوار الذي أجريناه معها :

 من هي سحر الاصيل وكيف تمكنت من الوصول الى الاعلام والتلفزيون العراقي من اوسع ابوابه ؟

- في العام 1983 ظهر اعلان في تلفزيون العراق يطلبون فيه التقديم على وظيفة مذيعة وسرعان ماتقدمت بطلبي لقبولي مذيعة وكان معي حوالي 350 متقدمة ولم يقبل من هذا العدد سوى ثلاثة متقدمات فقط وكنت احداهن والحمد لله وقد انتقلت للعيش في بغداد مع عائلتي بعد قبولي كمذيعة بالاضافة الى ان عمل والدي كان يتطلب ان ننتقل للعاصمة آنذاك..

 هل واجهت معارضة من الاهل لاسيما وانك كنت بعمر صغير ومن المفترض ان تكملي دراستك الجامعية ؟

- انا من كربلاء وعائلتي محافظة ولكنها تعتبر من العوائل المنفتحة والمثقفة ولم يقف احد أمام رغبتي بان اصبح اعلامية ..وكان اول المشجعين هو والدي الذي كان من المثقفين في المدينة ويحمل شهادة الماجستير في الهندسة الميكانيكية من انكلترا ومطلع على العالم الخارجي وهذا الشئ كان احد وسائل الدعم لي معنوياً وفكرياً..

 هل أستمريت بالعمل كمذيعة في التلفزيون العراقي ؟

- نعم استمريت بالعمل في التلفزيون وفي بادئ الامر وفي نفس الوقت قمت بالتقديم للعمل في مطار بغداد الدولي الذي كان يطلب موظفات للعمل بصفة مضيفات ونجحت في الاختبار وبدات أمارس مهنتين هما الاعلام والتضييف ..لكني بعد فترة قصيرة قررت ان استقر على العمل التلفزيوني فقط وتركت مهنة المضيفة.

الدراسة الجامعية

 هل تخليت عن حلمك باكمال دراستك الجامعية وشغلك الاعلام عنها ؟

- لا لم اتخلى عن حلمي  واكملت دراستي الجامعية في العام 1995 اختصاص العلوم السياسية التي كانت تستهويني ..

 يقال بان سحر الاصيل كانت عارضة ازياء ايضا بالاضافة لعملها كمذيعة تلفزيونية واذاعية

- نعم بالفعل ففي العام 1991 تقدمت بطلب للعمل في الدار العراقية للازياء بصفة عارضة ازياء وتم اختياري بعد ان نجحت في الاختبار كوني كنت امتلك قواماً رشيقاً  يؤهلني لهذا العمل .

 وهل بقيت مستمرة بالجمع بين هذين الوظيفتين؟

بقيت كذلك لغاية العام 2003 وقد كانتا من احب المهن الى قلبي.

 هل تركت العمل الاعلامي بعد العام 2003؟

- لا لم اتوقف عن هذه المهنة التي كانت تسري في دمي وجزء مني وعملت في قناة الشرقية لمدة ثلاثة اعوام لانتقل بعدها الى الاردن الشقيق حيث عملت في قنوات عدة لغاية قدومي الى النمسا واستقراري فيها في العام 2014.

 كيف كان التقديم في السابق على العمل التلفزيوني والاذاعي وهل كان بالسهولة التي اصبح عليها الان ؟

- بالتأكيد لم يكن الحال كما هو عليه الان فقد كانت شروط التقديم صعبة وفيها اختبار للغة العربية بالنحو والصرف والقواعد كذلك يتطلب توفر الثقافة العامة للمذيع وبعد ان ينجح بالاختبار يتوجب عليه الدخول الى دورات معهد التدريب الاذاعي والتلفزيوني باشراف خبراء الاعلام واساتذته , وكانت تعد مرحلة مهمة جداً لتأهيل المذيعين عند اجتياز هذه الدورة التي يتم تطبيقها اذاعياً في ( اذاعة بغداد وصوت الجماهير) وبعدها يُجرى له اختبار آخر فاذا تمكن المذيع من اجتيازه ينقل الى التلفزيون ويصبح مذيع ( ربط) ويبدأ بعد ذلك مشوار تطوير نفسه , وكان العمل والمنافسة شريفة بين الاعلاميين.

 اخيراً ماذا تتمنى سحر الاصيل على المستوى الشخصي والعام ؟

- ان ارى بغداد فهذا حلمي الدائم ..صحيح انني مستقرة في النمسا الان لكن حبي لبغداد يسري في عروقي ويحتل جوارحي ..واتمنى ان تتحول قناتي على اليوتيوب ( امارجي) الى قناة فضائية هذا على المستوى الشخصي اما امنيتي الاكبر هي ان يعود بلدي العراق والاعلام العراقي الى سابق عهده .