الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مع الإمام الباقر ومدرسته الأخلاقية

بواسطة azzaman

مع الإمام الباقر ومدرسته الأخلاقية

حسين الصدر

 

-1-

سارَ الائمةُ الهداة مِنْ اهل البيت (عليهم السلام) على نهج جدهم المصطفى (صلى الله عليه واله ) فقد بعثه الله رحمة للعالمين وخاطبه قائلا :

( وأنك لعلى خلق عظيم )

القلم /4

فالخُلُقُ العظيم بكل ما ينطوي عليه مِنْ صبرٍ وكظم للغيظ ومن العفو والسماح ، والرأفة والشفقة والرفق بالناس وكل المفردات البارزة في القاموس الاخلاقي هي سمات واضحة المعالم في مدرسة الامام الباقر (عليه السلام) .

جاء في التاريخ :

انّ رجلاً كان يختلف الى مجلس الامام الباقر (عليه السلام) ويستمع الى أحاديثه ولكنه لم يكن مِنْ محبيه ومواليه، بل كان من أشد الناس بغضا له لأنه أموي النزعة ، وملتزم بطاعة السلاطين الأمويين الذين يبغضون أهل البيت (عليهم السلام) ويناصبونهم العداء للرواسب الجاهلية التي لم تفارقهم أبداً .

وجاء هذا الأموي المبغض للامام الباقر (عليه السلام) وخاطبه قائلا :

يا محمد :

انما أغشى مجلسك لا حُبْباً مني اليك ، وليس هناك من هو أبغض اليّ منكم اهل البيت، واعلم ان طاعة الله وطاعة السلطان في بغضكم ، ولكنما أراك رجلاً فصيحا لك أدب وحُسنُ لفظٍ ، فانما اختلف اليك لِحُسنِ أدبك

هكذا بكل صلف وكل وقاحة كشف عما ينطوي عليه من بغض وعداء ولكن فصاحة الامام وبلاغته وأحاديثه الفريدة هي التي جذبته الى مجلس الامام (عليه السلام) .

والسؤال الآن :

بماذا أجابه الامام (عليه السلام) ؟

 وما هو رد فعله على ما بدر من هذا الرجل الاموي المبغض ؟

انّ الامام الباقر (عليه السلام) لم يصدر منه ازاء الرجل الاّ المزيد من البرّ والمعروف والاحسان والحنان، وهذا ما جعل الرجل يعيد حساباته، ويكتشف بنفسه خطأ ما اجترحه من الاقوال والافعال، فتحول من خندق البغض الى رياض المحبة والولاء والطاعة، وبقي ملازما للامام (عليه السلام) حتى الوفاة واوصى ان يصلي الامام عليه .

وبالاخلاق الكريمة والترفع عن مقابلة المسيء بالاساءة ، وبسعة الصدر يمكن ان تتم النقلة من حالة الى اخرى من حالة العداء الى حالة الحب والصفاء .

وهنا يكمن الدرس البليغ .

 

 

 

 


مشاهدات 408
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/01/13 - 2:59 PM
آخر تحديث 2024/05/18 - 11:56 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 7 الشهر 7243 الكلي 9345281
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير